*✍🏻 سالم جيلان *
قصص عشق وجنون كروي في مدرج خط النار الأهلاوي تحكيها هتافات جمهوره ومحبيه ويسطرها التاريخ الرياضي السعودي ويتداولها المتابعون في أصقاع الوطن العربي وستبقى هذه المشاهد خالدة وسوف ترويها الأجيال القادمة مع مرور الزمن وخلال العقود المقبلة حول فريق كرة قدم ظل جمهوره يهتف في المدرجات وينافح في مواقع التواصل ويطرح الهاشتاقات المتتالية دعمًا لهذا الكيان رغم كل النكسات والخيبات التي تسببت فيها إدارات فاشلة تعاقبت على رئاسة هذا النادي العريق.
دوري المظاليم وهو دوري الدرجة الأولى والذي يسمى حاليًا بدوري “يلو” نسبةً للراعي الرسمي لهذا الدوري كان منسيًا ولا يحظى بأي متابعات أو مشاهدات حتى “هُبِّطَ” له فريق كرة القدم بالنادي الأهلي في حدثٍ رياضي تاريخي اهتزت له أطياف الرياضيين داخل وخارج السعودية عدا المؤسسة الرياضية التي لم تكترث لهذا الوضع المأساوي الذي آل له حال ركنٍ من أركان الرياضة السعودية ولكنها بالفعل كانت الضارة النافعة فلقد حقق تواجد الأهلي في هذا الدوري فوائد جمَّة ونهض بدوري يلو نهوضًا كبيرًا جماهيريًا وتسويقيًا ومتابعةً حتى بات حديث البرامج الرياضية والمجالس بدلًا مما كان عليه في السابق حيث كان يغطي أحداثه برنامج واحد وشخص وحيد فقط.
جمهور الأهلي … مدرج العشق والجنون والذي أثبت أن من الجنون فنون بتشجيعه ودعمه ومؤازرته رغم كل الخيبات التي تسببت في هبوط الفريق والتعثرات التي بدأ بها في دوري يلو مع إدارته السابقة التي فشلت بكل شيء وقضت على كل معالم التألق والجمال في النادي الأهلي لكن؛ هذا المدرج استمر في دعم الفريق واللاعبين الشباب الذين استمروا في النادي واستطاع هذا الجمهور التأثير على وزارة الرياضة وإبعاد الإدارة الفاشلة التي تسببت في كارثة رياضية تاريخية بهبوط الأهلي وتواصل الدعم الجماهيري في الجولات الأخيرة وقبل إبرام الصفقات الجديدة تمكن الفريق من العودة من بعيد والفوز في المباريات المؤجلة والأخيرة وانتصر على المتصدر والوصيف تباعًا حتى وصل لانتزاع الصدارة في آخر مواجهات الدور الأول بعد سبعة عشر جولة قادمًا من وسط الترتيب…. هنا تتجلى هيبة وقوة مدرج خط النار الأهلاوي الذي لفت الأنظار وشد انتباه الجميع وأثبت لكل رياضي بأن نشيد الأهلي ليس مجرد كلمات تُردد في بداية كل مباراة “لك العهد” وإنما تضحيات مدرج عاشق مجنون بحب فريقه “بالانتماء له” وتُسطرها تضحياتهم “للأهلي جينا” في الحضور والتواجد والدعم ” من كل مدينة”…. هذا الجمهور يحب بولاء ويعشق بجنون ولم يتأثر بكل ما حدث لفريقه وظل يقف خلفه ويدعمه ليعود وبإذن الله سيعود فريقًا مُرعبًا لخصومه طالما هذا تجمهوره الداعم والمساند في كل الظروف ورغم الخسائر والانكسارات فالحب والولاء والانتماء لا يعرف الخيبة ولا يستسلم للنكبات وينهض من أي كبوة كالجواد الأصيل.
أخيرًا… ليس للعشق الأهلاوي في هذا المدرج العظيم حدود وستبقى “رواية العهد والعشق والانتماء” واحدة من أجمل الروايات في عالم المجنونة وحكاية يتداولها العشاق للاستدلال بها في ميادين كرة القدم على المدى البعيد.