شكل مفهوم الحب محور جدل واسع على مر الأزمان ، و اجتهد في تعريفه الكثير من المفكرين و الفلاسفة
و الشعراء .
الحب هو إحساس يسيطر على الحالة النفسية و العاطفية للفرد و ينتج عنه تأثير على طريقة التصرف .
تشمل مشاعر الحب التركيز و الاهتمام تجاه شخص ما ، و الشعور بالفرح و السرور و الراحة في حال التواجد معه
و التواصل المستمر معه ، و صعوبة كبيرة في الابتعاد أو الانفصال عنه و قد تصل حد الحزن الشديد و الاكتئاب .
شعور الحب الحقيقي يرتبط بالاستقرار
و الإحساس بالأمان العاطفي ، و يحفز ميزات جميلة تجاه موضوع هذه المشاعر مثل الحنان
و العطف و المودة .
أنواع الحب
الحب الحقيقي:
وهو حالة الحب المتوازنة التي تتفاعل فيها المشاعر العاطفية مع الأفكار العقلانية وتنعكس على سلوك الطرفين في العلاقة، و هو قائم على التفاهم والتقبل بين الشريكين، وخال من التوقعات الخيالية وواقعي بطريقة ما تجعله حبا مستقراً وقادراً على مواجهة العوائق في الحياة.
الحب الوهمي:
الحب الوهمي هو عكس الحب الحقيقي، ففي بعض الأحيان يكون الحب قائماً على مصلحة أحد الطرفين أو كليهما، فلا يوجد حب وإنما محاولات ادعائية لإظهار الحب .
الحب الصامت:
هو الحب الذي يتسم بكبت المشاعر أو الخوف من إظهارها سواء بسبب الخجل أو الخوف من الرفض أو عدم الثقة بالنفس، قد يظهر هذا الحب ضمن إطار العلاقة فيكون احد الطرفين غير متفاعل مع الطرف الآخر .
الحب الأناني:
يكون هذا الحب مبني على سيطرة الانانية على سلوكيات وأفكار أحد طرفي العلاقة تجاه الآخر، فيتهم أحد الأطراف فقط بما يريد وما يحتاج وما يناسبه من العلاقة مع عدم الاهتمام بحاجيات الآخر وضعف الرغبة في محاولة إرضاءه أو انعدامها .
الحب الهوسي:
يتصف هذا الحب بوجود سلوكيات مبالغ بها من أحد الشريكين تجاه الآخر، كالغيرة المفرطة، الرغبة في البقاء مع الشريك مدة طويلة، مراقبة الشريك، الإصرار على التواجد في حياة الشريك وما إلى ذلك، هذا الحب قد ينبع من مشاكل نفسية لها عواقب خطيرة قد تؤول لإيذاء أحد الشريكين للآخر
الحب الأفلاطوني:
هي تسمية مستوحاة من بعض أفكار الفيلسوف أفلاطون لكنه لم يستعمل هذه التسمية بنفسه، ويعتبر هذا الحب عن العلاقات التي تتنحى فيها الرغبات الجنسية أو السمات الرومانسية ويتعدى فيها الحب جمال الجسد ويرتقي إلى جمال الروح والأفكار، فتكون الرابطة العاطفية قوية لكنها غير مادية
علامات الحب الحقيقي
الانفتاح وتقبل آراء الآخر:
أي أن يكون كل طرف مستعد لسماع وتقبل آراء وانتقادات الآخر بدون انفعال وإبداء ردود فعل دفاعية أو هجومية
أو الانزعاج بأي شكل من ذلك .
الرغبة بمشاركة الأنشطة:
دائماً ما يرغب الشركاء بقضاء الوقت الممتع ومشاركة الأنشطة المسلية فهذا يبث الحياة في العلاقة العاطفية ويبعدها عن الملل والروتين، و على الرغم من أنهم قد يتناقضان في حب الأشياء المسلية إلا أنهما يستمران بالتفكير بشيء مشترك يجمعهما سوية.
الصدق والنزاهة:
فكل شخص يحمل داخله مشاعر حب حقيقية وقوية ستدفعه للبقاء صادقاً ونزيهاً مع شريكه وسيستطيع من خلال ذلك أيضاً تقديم الثقة له.
احترام رغبات وحياة الشريك:
ينبع ذلك من إدراك الشخص المنخرط في علاقة حب أن شريكه ليس تابعاً، وإنما فرد منفصل له حياة وأفكار ورغبات مختلفة، فالحبيب ليس فقط مصدر إمداد عاطفي لشريكه، وإنما له جزء مستقل في حياته يتعين عليه هو أن يديره بدون أن يتلقى الأوامر فيما يخص ذلك أو يجبر على التصرف بطريقة معينة .
وجود المودة والرغبة:
مشاعر المودة والرغبة والشغف هي عامود علاقات الحب الحقيقي، واستعداد الشخص لاستقبال ومنح هذه المشاعر تعد من الخصائص الدالة على الحب الحقيقي.
التقبل وعدم الانتقاد المهين:
مما يعني أن الشخص الذي يريد حباً حقيقياً يتقبل عيوب شريكه ولا ينتقدها بطريقة غير لائقة أو مزعجة، بل بالعكس يقدرها ويحترمها ولا يحاول تغييرها .
الاهتمام دون شروط أو مقابل:
الحب فعل ديناميكي تحركه المشاعر والعواطف هذا يجعل المحب الحقيقي يرغب بتقديم الاهتمام والعناية لشريكه في كل الظروف الجيدة منها والسيئة دون انتظار المقابل منه.
في النهاية الإنسان مخلوق عاطفي و كثيراً ما تحركه مشاعره تجاه قرارات معينة قد يكون لها أثر سلبي أو ايجابي على حياته ، و يجب قبل اتخاذ أي قرار التأكد من صدق المشاعر و مدى حقيقتها و جديتها .
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة