الغضب عاطفة شائعة بل صحية للتعبير عن الشعور. لكن من المهم التعامل معه بطريقة إيجابية.
قد يتسبب الغضب الخارج عن السيطرة في التأثير سلبًا على صحتك وعلاقاتك.
تربينا على أنه من الطبيعي التعبير عن مشاعر الحزن أو القلق أو غيرها من الأحاسيس لكن لا يجب أن نعبر عن الغضب .
قد تظهر مشاعر الغضب بفعل عوامل داخلية أو خارجية ، فقد تشعر بالغضب تجاه شخص معين ( زميل في العمل ، أو صديق مثلاً أو تجاه أزمة مرور خانقة أو إلغاء رحلة جوية ) ،كما يأتي الغضب نتيجة لعوامل داخلية ، كالقلق المستمر حول المشاكل الشخصية ، أو الذكريات المؤلمة ، أو صدمات الماضي .
و تعتمد درجة الغضب على نتيجة الموقف هل هو نتيجة للإحساس بعدم العدل ، أو الإذلال ، أو الخيانة ، و هذا يمكن إن يكون له تأثير سلبي لا يظهر و يظل كامناً داخل الشخص ، مما يسبب توتره و إصدار العداء تجاه الآخرين .
لا يعتبر الغضب مرض نفسي ، و إنما قد يكون عرض معروف للعديد من الأمراض النفسية و خاصة إذا استمرت نوبات الغضب بصورة متكررة
و اندفاعية .
كيفية إدارة الموقف بإيجابية عند الغضب : عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ”أوصني”، قال: لا تغضب، فردّد، قال: لا تغضب. رواه البخاري. تغيير الإنسان لوضعيته التي كان عليها عند غضبه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع.
لماذا يكون البعض أكثر غضبا من غيرهم؟
إنهم يعانون مما يطلق عليه علماء النفس “عدم التسامح مع مشاعر الإحباط” و هذا يعني ببساطة أنهم يشعرون بأنهم لا يجب أن يتعرّضوا للإحباط أو الانزعاج أو أي مشاعر أخرى غير مريحة.
أيضاً إنهم لا يستطيعون أخذ الأمور ببساطة، ويستشيطون غضبًا أمام أيّ موقف يشعرون أنّه غير عادل كأن يقوم أحدهم بتصحيح خطأ صغير ارتكبوه!
إليك النصائح العشر لإدارة الغضب :
– فكر قبل أن تتحدث :
أثناء نوبة الغضب، من السهل قول شيء ما قد تندم عليه لاحقا ، انتظر لحظات قليلة لتجميع أفكارك قبل البوح بأي شيء. واجعل المشاركين الآخرين في الموقف ذاته يفعلوا الأمر نفسه.
_ عندما تهدأ، عبر عن مخاوفك :
بمجرد أن تفكر بوضوح، عبّر عن إحباطك بطريقة حازمة ولكن غير تصادمية،واذكر مخاوفك واحتياجاتك بوضوح وبشكل مباشر دون إيذاء الآخرين أو محاولة السيطرة عليهم.
_ مارس بعض التمارين الرياضية :
يمكن للنشاط البدني المساعدة في تقليل التوتر الذي قد يسبب لك الشعور بالغضب. فإذا شعرت بأن غضبك يزداد حدة، فمارس المشي السريع أو الجري، أو اقضِ بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية ممتعة أخرى.
_ الحصول على فترة استراحة :
فترات الاستراحة ليست مخصصة للأطفال فقط. أعطي نفسك استراحات قصيرة خلال أوقات اليوم التي غالبًا ما تسبب التوتر. فقد تساعدك الدقائق القليلة الهادئة على الشعور بالتحسن وتهيئك للتعامل مع القادم دون الشعور بالتهيج أو الغضب.
_ حدد الحلول الممكنة :
بدلاً من التركيز على ما سبّب غضبك، اعمل على حل المشكلة التي تواجهها ، مثلاً :
هل تثير الفوضى في غرفة طفلك غضبك؟
أغلق الباب.
هل يتأخر زوجك عن العشاء كل ليلة؟
حددي مواعيد متأخرة للوجبات في المساء.
أو تقبلي تناول الطعام بمفردك بضع مرات في الأسبوع.
ينبغي أيضا إدراك أن بعض الأشياء تخرج عن سيطرتك ، حاول أن تكون أكثر واقعية بشأن ما يمكنك تغييره وما لا يمكنك تغييره.
ذكر نفسك بأن الغضب لن يحل شيئًا وربما فقط يزيد الأمر سوءًا.
_ التزم بالعبارات التي تحتوي على “أنا” :
يمكن أن يؤدي توجيه النقد أو إلقاء اللوم إلى زيادة التوتر.
لكن يمكنك بدلاً منهما استخدام ضمير المتكلم وتحدث عن أفعالك فقط أثناء وصف المشكلة. تحل بالاحترام وكن محددًا.
على سبيل المثال؛
قل “أشعر بالاستياء لأنك غادرت المائدة دون عرض المساعدة في حمل الأطباق” بدلاُ من “أنت لا تفعل أبدًا أيًا من أعمال المنزل.”
_ من أول لا تحمل ضغينة :
التسامح وسيلة قوية. فإذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى أن تطرد المشاعر الإيجابية، فقد تجد نفسك غارقًا في الشعور بالمرارة أو الظلم. ولكن عند مسامحة شخص أغضبك، فقد يتعلم كلاكما من الموقف وتتعزز علاقتكما.
_ استخدم الفكاهة لتنفيس التوتر :
يؤدي أخذ الأمور ببساطة إلى نزع فتيل التوتر. استخدم الفكاهة لمساعدتك في مواجهة ما يثير غضبك، وربما للتخلص من أي توقعات غير واقعية لديك بشأن الكيفية التي يجب أن تكون عليها الأمور. ولكن تجنب السخرية، لأنها من الممكن أن تؤذي المشاعر وتزيد الأمور سوءًا.
_ ممارسة مهارات الاسترخاء :
عندما يشتعل غضبك، الجأ إلى استخدام مهارات الاسترخاء.
مارس تمارين التنفس العميق، أو تخيل مشهدًا يساعد على الاسترخاء، أو كرر كلمات أو عبارات مهدئة مثل “هون عليك”. يمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى أو الكتابة في دفتر يومياتك أو أداء بعض أوضاع اليوغا، أو كل ما يمكن فعله للتشجيع على الاسترخاء.
_ اعرف متى تطلب المساعدة :
أحيانًا ما يكون تعلم التحكم في الغضب أمرًا عسيرًا ، فاطلب المساعدة للتعامل مع نوبات الغضب إذا كان غضبك يبدو خارج نطاق السيطرة، مما يجعلك تفعل أشياء تندم عليها أو تؤذي من حولك.
في النهاية لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره .
الكاتبة : ندى فنري
مدربة/ مستشارة