العمل مهم في حياتنا إلا أن الإنشغال الشديد طوال الوقت يعتبر أمر سيء و يؤدي لحدوث فوضى في حياتنا و في منزلنا و عملنا و كل مكان من حولنا خصوصاً عند ممارسة عدة مهام في وقت واحد كالعمل و الدراسة و تربية الأبناء و الاهتمام بالحياة الاجتماعية .
لذلك يعتبر أخذ قسط من الراحة كل فترة،من الأمور المهمة التي تساعد في تحسين نوعية الحياة،و تقدم العديد من الفوائد منها :
– الراحة الجسدية والنفسية ، فالإنشغال الدائم بالأعمال والواجبات على اختلاف أنواعها يسبب الكثير من المتاعب النفسيةو الجسدية حيث نصاب بالتوتر
و القلق و بعض الآلام .
– تحسين الصحة العقلية:
لأن دماغ الإنسان كجسده يحتاج للراحة،في كل فترة، لأن كثرة العمل تسبب حالة من الملل و الفتور
– استعادة النشاط و اكتساب طاقة
و حيوية :
فأخذ فواصل راحة بين الأعمال يساعد في التخلص من الجمود و يسهم في الرجوع إلى العمل براحة .
لذلك نحتاج لوقت الفراغ
لإنجاز المهام المتراكمة .
وقت الفراغ هو الوقت الذي تقضيه بعيداً عن أداء المهام ، و العمل ،
و البحث عن العمل ،و الأعمال المنزلية ،و التعليم، يسهل الشعور بالسيطرة و تقدير الذات .
و يتيح لك تنظيم المهام المؤجلة
و إنجازها واحدة تلو الأخرى .
يحس الإسلام على استغلال وقت الفرص حيث قال رسول الله صل الله عليه و سلم :
” اغتنم خمسا قبل خمس :
حياتك قبل موتك ، و صحتك قبل سقمك ، و فراغك قبل هرمك
و غناك قبل فقرك .
و يختلف الوقت المتاح
لوقت الفراغ من مجتمع لآخر .
مدمنو العمل يفضلون العمل بدلاً من قضاء الوقت في التنشئة الاجتماعية و الانخراط في انشطة ترفيهية .
الأنشطة الترفيهية هي الهوايات التي يتم ممارستها من أجل الارضاء الشخصي ، و غالباً ما تؤدي إلى تنمية المهارات .
لا ننسى أن الهوايات تتغير مع تغير المجتمع ، إذا يمكن للبالغين الأكبر سنا أن يؤدي الانخراط في أوقات الفراغ مع الأحفاد إلى تعزيز مشاعر الإبداع و ترك إرث للأجيال القادمة.
البعض يتعلم اللغات أو تطويرها لتحسين مرتبته الوظيفية .
و هناك من يهتم بموهبته و الشغف الذي يملكه و تجربة شيء جديد يجلب المتعة ،لأن تكرار نفس الهوايات التي نلجأ إليها يؤدي للشعور بالضجر و عدم الرغبة بالقيام بها مرة أخرى فالممارسة لهوايات جديدة هو اسلوب للخروج عن المألوف في حياتنا و يخلصنا من الجمود بعيد عن نطاق روتين العمل
ممكن في وقت الفراغ عمل مشروع قصير المدى مثل العمل على كتابة قصة ، رواية ، بناء شيء مميز في الحديقة المنزلية .
يمكن تصنيف الأشخاص الذين يمارسون أوقات الفراغ الجادة على أنهم متطوعون ثم هناك الأنشطة الترفيهية التي يتم ممارستها من أجل الرضا الشخصي مثل أنشطة غير رسمية
يعتبر منظور الترفيه الجاد طريقة واسعة من الأنشطة الترفيهية و ينقسم الى ثلاث فئات رئيسية
الترفيه الغير رسمي
الترفيه الجاد
الترفيه القائم على مشروع
الترفيه الغير رسمي
يعني القيام بأنشطة مسلية : يمكن القيام بعدة أمور مسلية كمشاهدة التلفاز و الأفلام أو التواصل مع الأصدقاء و المقربين أو التسوق أو قراءة الكتب
و ممارسة بعض التمارين الرياضية في المنزل
الترفيه الجاد هو السعي المنهجي للهواة على سبيل المثال جمع الطوابع أو اصلاح أرض زراعية
الترفيه القائم على مشروع مثل انجاز الأعمال المنزلية
يحتاج المنزل لإعادة التنظيم كل فترة و عند امتلاك فراغ غير مخطط له يمكن استغلاله في انجاز ترتيبات و أعمال يحتاجها المنزل و ما يحتاج من تصليح أو تغير ديكور أو جلب أغراض جديدة تحتاجها للاستعمال أو تزين المنزل و تجديد ديكوره
في النهاية :
يرغب الجميع في الحصول على المزيد من وقت الفراغ في اليوم، لكن اتضح أن الحصول على الكثير منه ربما لن يكون شيئاً جيداً في الواقع، فقد كشفت دراسة حديثة أن الناس يكونون أقل سعادة ورضا إذا كان لديهم الكثير من وقت الفراغ يومياً .
و يقول أحمد خالد توفيق:
أنت لست وقت الفراغ لأحدهم، أو خياره الثاني، لست اللعبة التي يتسلى بها شخصٌ ما وقت ملله، ولا يجب أن تكون في قائمة الاحتياط أو قائمة الانتظار، ويحيطك القلق والشّك دائمًا، أنت شخص رائع مكتمل بذاته.. أنت تستحق علاقة مُريحة تكون لك فيها الأولوية.”
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة
