ما أصعب الحياة ، كلها أوجاع و مآسي .
عبارات متشائمة نسمعها باستمرار .
من منكم لم يسمع مثل هذه العبارات ؟
من منكم لم يمر
بلحظات ضيق ؟؟
السؤال هل سنستمر أن نندب حظنا أو نعيش ضحايا الظررف ؟
أم نختار السعادة رغم صعوبة تحقيقها .
نتعامل جميعنا مع الصدمات بطرق مختلفة،وكلنا نتعرض لمجموعة واسعة من ردود الأفعال، لا يوجد شعور صحيح وشعور خاطئ،لكل حدث وإنما هي ردود أفعال طبيعية لحوادث غير طبيعية،ومن المهم مواجهتها ومعالجتها.
ليس الحدث ما يجعلك تشعر بالصدمة ، بل الصدمة هي ما تشعر به تجاه هذا الحدث،كالخوف و عدم الأمان و العجز .
وفي حال تطورت الأزمة في حياتنا مُسببة عدم اتزان يربك ترتيباتنا وحياتنا الروتينية، فانه يتحول إلى ما نسميه الصدمة، التي هي أكثر شدة من الأزمات وتسبب ضغوطات نفسية شديدة.
يتأثر التفكير – بما في ذلك صعوبات التركيز أو التفكير بوضوح، والذاكرة قصيرة المدى، والتخطيط أو اتخاذ القرارات، وعدم القدرة على استيعاب المعلومات، والأفكار المتكررة عن الحدث الصادم، والتفكير في مآسي الماضي الأخرى، والأفكار المتشائمة أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
أعراض الصدمة قد تتضمن:
الإنكار، الارتباك، صعوبة التركيز، الغضب، التهيج، تقلب المزاج، القلق والخوف، الشعور بالذنب، الخزي، الانسحاب من الآخرين، الشعور بالحزن
أو اليأس، الشعور بانفصال
أو خدر، الأرق أو الكوابيس، إعياء ،إلا أن هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها تساعدك على تجاوز الأمر.
كن متأكداً من أنك ستكون على ما يرام مجدداً،وبأن لديك من القوة ما يكفي لجعل رحلة الشفاء من الصدمة رحلة فعّالة .
ما الذي يجب عليك فعله :
_ لا تحارب مشاعرك فبعد الحدث الصعب الذي مررت به من الطبيعي أن تكون المشاعر قوية؛ فكبتها وإخفاؤها سيصعب المهمة عليك، ولا تشعر بالخجل من مشاعرك.
_ لا تحاول نسيان أو تجاهل ما حدث أو كبته عن طريق الانخراط في أنشطة أو أعمال كثيرة، بل تعامل معه وتحدَّث عنه.
_ لا تتخذ قرارات حاسمة ومصيرية في الفترة التي تلي الحدث فقد تندم عليها فيما بعد، بل استشر من تثق به.
كيف لنا التخلص من الصدمة والتغلب عليها؟
أولاً: علينا أن نتذكر أن الوقت عامل مهم جداً للتخلص من تلك المشاعر القوية، وطبعاً سيعتمد الوقت على شدة الصدمة ومدى قربك من الحادث أو الشخص أو المأساة.
ثانياً: هنا يتوجب علينا التنويه الى أهمية تسوية الأمور مع الشخص المسبب.
من المتوقع أنك قد لا تكون على استعداد لمغفرة من أساء إليك، أو عدم تواجد الرغبة في تسوية الأمر مع المسيء، ولكن عليك إدراك أن المتضرر الأول من عدم المغفرة هو أنت، إذ ستصبح سجين الغضب والمرارة ومشاعر الانتقام الذي سينجم عنه أمراضاً جسدية.
ثالثاً: فيما لو استمرت أعراض الصدمة في التأثير على حياتك الطبيعة، فلا عيب في طلب المشورة والمساعدة ،فالاستشارة تساعد في تعلم طرق التأقلم مع المشكلة وطبيعة الحياة الجديدة جراء الحادث والموقف المتأزم ، فأنت بحاجة إلى:
– فرصة لتعبر فيها عن انطباعاتك ومشاعرك ومخاوفك وردود فعلك قبل وأثناء الحادثة.
– مساعدة في استخراج طرق للتواصل مع الحياة من خلال الحادث عن طريق فهم ما حدث ومن خلال مشاركتك اختبارك.
– تنمية قدراتك من أجل مواجهة وتحمل حدث آخر مشابه من خلال تعلم طرق ردود أفعال بديلة للتخفيف من وطأة وحدّة الحدث على حياتك الطبيعية.
رابعاً: أنت تحتاج لبعض الوقت لإعادة الاتزان إلى حياتك العائلية، المهنية، والاجتماعية.
نحن بحاجة ماسّة إلى الشفاء النفسي، فنحن نتذكر الحدث ثم نغضب وثم ننوح ثم تبدأ مرحلة قبول الواقع والرغبة في التأقلم وتغيير ردود أفعالنا لتكون صحية ومسيطرة وقوية.
وأخيرا وليس آخراً، عليك أن تعود إلى الله و تثق أنه في النهاية قادر على تغيير الأمور وتحويل النواح والحسرة إلى فرح، وبكاءك إلى ضحك ويأسك إلى ابتهاج.
وتذكر أن في معظم الأحيان يريد الله لك أن تبدأ مرحلة جديدة، حياة بمنظار ومعنى وهدف جديد.
ندى فنري