مقالات مجد الوطن

محبرتين وقلم..

الكاتبة : غلا المالكي

 

تأملت تلك المحادثة الممزوجة بالدعاء

تأملتُ الصور والملامح

ملامحًا غريبة

وروحًا قريبة، تختبئ خلفها ملامح أخرى

ملامح رأيتها من قبل

أعرفها جيدًا، بأحاسيس ممزوجة “بأنا”

ربما أُصبتُ بها، شعرتُ بها..

لمستها من بين جميع الأحرف والوجوه..

تذكرت “أنا” في صوركَ..

عندما كنتُ أنظر لمرآتي بعد ساعات طويلة من الحروب والألم، أراكَ الآن فيها.. ربما أرواح مدفونة بين تجاويف القلب.. ربما أجسادٌ فَنيت، وبقيت أروحهم المُخَبَّأَةُ بين صفحات الذكرى..

ربما حنين..

اشتياق .. وداع .. ألم ..

لكن ما لمسته بين تلك الملامح يجمع بين ألمين، ظاهرًا ومستترًا!

رأيتهُ في بريق عينيكَ ..

في انعكاس الروح لذلك الجسد المنهك

ماضٍ يتمنى أن يعود ..

وحاضرٌ ينتظر المستقبل ..

فرحة منكسرة

ابتسامة صفراء باهتة بلون الشفق، يختبئ خلفها حزنٌ كامِنٌ ..

قلب يحمل ألمًا في تجاويف قلبكَ

رأيتك أسيرًا في روح، “كنتُ أنا”

وخلف كَتِفك الذي تُسند عليه آلاف الأنفس

ككَتِفي “أنا”

ِكَتِفٌ متهالكٌ .. كَتِفٌ انحنى، مال من أقدار الزمان

من منظار الحياة الواسع المدى ..

لمست ألمًا مُعَمَّرًا .. ألمًا اقتات منك، شرب وتنفس حتى زفرات الموت

ألمًا مقدسًا تنفَّسَت منه روحكَ

وبقيت تلك الروح هي السر، والنِدّ، والنظير لأرواح تآلف الألم فيها .. بلغةٍ خرساء لا يَفقَهُ معناها إلا من جرب صوت الألم، وذاق مرارة الحياة ..

تُجسد الألم أنتَ .. وأنا أُجسد الروح

بمحبرتين وقلم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى