الكاتبة/أحلام أحمد بكري
…………
أعلم أنكم تسألون الان عن الطالب مصطفى بعد نهاية هذا الفصل الدراسي ، هل سيجتاز هذا الفصل وينجح وهو لا يفقه العربية..؟!
وأعلم مدى انشغالكم بوضعه السيئ ، ولكن إليكم البشارات ، بعد محادثات مُكثفة بين المعلمات وأسرة مصطفى تم الاتفاق على تكثيف العمل من قبل المعلمات بتعليمه بشكل فردي نهاية اليوم الدراسي مع جهود الأسرة التي جلبت لابنها معلم تخاطب ؛ كي يتقن اللغة العربية على أصولها ، ولولا هذه الاجراءات ما خرج مصطفى من المأزق الذي كان به..
.
تابعته فردياً في رسم الحروف ونطقها من خلال أوراق العمل المُكثفة وكنت أجمع مابين التشجيع بإطلاق (زغروطة) مجلجلة في أركان المدرسة ، يجتمع عليها كل من يسمعها داخل حرم المدرسة مُتسائلاً عن سببها ؛ لأرفع يد مصطفى اليُمنى للأعلى وأقول لهم باركوا لمصطفى فهو يتحدث العربية باتقان ، لتنهال عليه التبريكات من الكل ، و ليكتمل التحفيز أُخرج من حقيبتي خمسةً من الريالات ؛ كي ينطلق لمقصف المدرسة ويشترى ما يُريد..
أستمر هذا الحال لمدة أسبوعين كحملة مُكثفة لتقييم مصطفى ، في جميع المواد الدراسية ، بينما الفرحة العظمى كانت من قبل معلمة الدراسات الإسلامية عندما قرأ لها مصطفى سور القرآن الكريم -النصر و المسد والاخلاص والفلق والناس- وهى تُشجع فرحةً به وأنا كالمعتاد أطلق تلك ( الزغروطه) التي تهُز المكان ، ينطلق بعدها نحوي رافعاً يده لأضع بها الخمسة الريالات ، يتقافز بعدها منطلقاً للمقصف المدرسي..
وزميلة لي تهيبُ بي أن كل مافي حقيبتي من أموال وحلوى ذهبت لمصطفى ، تذكرت وقتها أبيات قالها الشاعر أبو فراس الحمداني ، الذي ذكره الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر):
أنفق من الصبر الجميل فإنّهُ
لم يخشْ فقراً مُنفقٌ من صبرهِ
والمرء ليس ببالغٍ في أرضه
كالصقرِ ليس بصائدٍ في وكرهِ
………..
يُتبع