بقلم: أحمد حسين الاعجم
جازان
يأتي الموت ..
ليغلق ستارة مسرح الحياة
معلنا نهاية عرض حياة ( انسان )
يأتي الموت ..
لينهي كل تفاصيل
الرحلة البشرية على وجه الأرض
ينهي متعة الطفولة
وصخب المراهقة
وصخب الدراسة والمذاكرة والاختبارات
صخب ومتعة بدايات الوعي
والقراءة والاستماع والمشاهدة
والدهشة
صخب تكوّن القناعات
والصراع النفسي في تقبلها وتشكيلها
صخب الاختلاف عن الاخرين
صخب النقاشات اللذيذة التي لا تنتهي
والتي تملأ كل الأزمنة والأمكنة
صخب العمل بكل تناقضاته
صخب مسؤوليات الحياة العائلية وقيودها
يأتي الموت
لينهي كل المشاعر والاحاسيس الانسانية
ينهي الحب والمودة
وكل انواع العلاقات البشرية
ينهي لذة القرب واللقاء وعذابات البعد والفراق
وينهي معنى الانتظار والعتب
ينهي قيمة اللقاءات السابقة
واللقاءات الموعودة
ينهي صوت الضحكات التي تشق هدوء الكون سعادة وبهجة
وينهي صوت الاحزان والآلام التي تشق الصدور ألما وحسرة
وينهي قيمة الاحلام التي تحققت
وتلك التي لازالت قيد الرسم والتلوين !
وينهي قيمة الصور والرسائل والذكريات
وينهي الخلافات والصراعات
والمقاطعة
وينهي قيمة كل موجودات الحياة الدنيا
ينهي صخب الصراع الدائم مع الحياة
بين فكرتي..
الحياة طويلة وجميلة !
والحياة قصيرة ومريرة !
يأتي الموت
ليوقف سعي الروح لحلم الخلود
وسعي الجسد من أجل البقاء لأطول مدة ممكنة
نعم
يأتي الموت لينهي
كل شيء
الموت ..
بحروفه الهادئة حتى السكون
والقوية حتى العاصفة
الموت ..
تلك اللحظة
الكبيرة
والخاطفة
والمريرة
والصاعقة
والغريبة
والمدهشة
الموت ..
تلك اللحظة
التي تنزع صفحة ( الانسان )
من كتاب الحياة للأبد .
