مقالات مجد الوطن

عشرون مزية لخير البرية

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور سعيد ال حماد

من أجمل الموضوعات الكلام عن سيد ولد آدم النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد فضله الله تعالى على سائر الأنبياء والمرسلين بميزات عظيمة جمعها فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن سعد آل حماد الشهراني وفقه الله وزاده الله من فضله علماً وتوفيقاً حيث قال فضيلته توافق ميزات أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع ميزات نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم
غالب المزايا التي أعطاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أعطيت أمته منها وإليك عشرون مزية اجتمع فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته:
الأولى: الصلاة من الله تعالى عليه فقال تعالى في النبي عليه الصلاة والسلام ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وقال في الأمة ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ وقال ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
الثانية: الإعطاء إلى الإرضاء قال تعالى في النبي صلى الله عليه وسلم ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ وقال في الأمة ﴿لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ﴾ وقال ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾
الثالثة: غفران ما تقدم وما تأخر قال تعالى ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ وقال في الأمة ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ فعم ما تقدم وما تأخر.
الرابعة: تمام النعمة قال في النبي صلى الله عليه وسلم ﴿وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ وقال في الأمة ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
الخامسة: الوحي وهو النبوة قال تعالى ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ وفي الأمة الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
السادسة: إمامة الأنبياء ففي حديث الإسراء أنه عليه الصلاة و السلام أم بالأنبياء قال: وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فحانت الصلاة فأممتهم وهذه الأمة منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).
السابعة: شرح الصدر قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ وقال في الأمة ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾
الثامنة: الخلة وهي المحبة قال: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلا» وفي الأمة ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾
التاسعة: هو أول من يدخل الجنة وأمته كذلك.
العاشرة: هو أكرمُ الأولين والآخرين وقد جاء في الأمة ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس﴾
الحادية عشر: أنه جعل شاهدا على أمته وجعلت أمته شاهدا على الناس﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.
الثانية عشر: الوصف بالحمد ففي القرآن ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه أحمد وسميت أمته الحمادون قَالَ كَعْبٌ: ” نَجِدُهُ مَكْتُوبًا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا فَظًّا وَلَا غَلِيظًا، وَلَا صَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ، وَيَحْمَدُونَهُ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ، يَتَأَزَّرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ، وَيَتَوَضَّئُونَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ، مُنَادِيهِمْ يُنَادِي فِي جَوِّ السَّمَاءِ، صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ، وَصَفُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ سَوَاءٌ، لَهُمْ بِاللَّيْلِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجَرُهُ بِطَيْبَةَ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ ”
الثالثة عشر: العلم مع الأمية قال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ وقال ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ﴾ وفي الحديث “نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب”.
الرابعة عشر: العفو قبل السؤال قال تعالى ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ وفي الأمة ﴿ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ﴾.
الخامسة عشر: أن معاداتهم معاداة لله وموالاتهم موالاة لله قال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ وفي الحديث (من آذاني فقد آذى الله), وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى، قال: من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحببته، فكنت سمعه الذي يسمع، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته).
السادسة عشر: التسليم من الله ففي أحاديث إقراء السلام من الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام وقال تعالى ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ وقال جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام في خديجة فقال: «هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام – أو إناء فيه شراب – فأقرئها من ربها السلام، وبشرها ببيت من قصب لا صخب فيه، ولا نصب»
السابعة عشر: العطاء من غير منة قال تعالى ﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ وقال في الأمة ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾.
الثامنة عشر: تيسير القرآن عليهم قال تعالى ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ- فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ – ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ وفي الأمة: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾.
التاسعة عشر: الخطاب الوارد مورد الشفقة والحنان كقوله تعالى ﴿طه- مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ ﴿فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ﴾ ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ وفي الأمة ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ ﴿ ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ و﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.
العشرون: العصمة من الضلال بعد الهدى وغير ذلك من وجوه الحفظ العامة فالنبي صلى الله عليه و سلم قد عصمه الله تعالى من ذلك كله وجاء فى الأمة لا تجتمع أمتى على ضلالة وجاء احفظ الله يحفظك وفى القرآن ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ- إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾.
الواحدة والعشرون: نزول القرآن على وفق المراد، قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء﴾، فقد كان عليه الصلاة والسلام يحب أن يرد إلى الكعبة، وقال تعالى أيضا: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾، لما كان قد حبب إليه النساء فلم يوقف فيهن على عدد معلوم.
وفي الأمة قال عمر: “وافقت ربي في ثلاث”. قلت: يا رسول الله! لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى! فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً﴾ ونزلت براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك على وفق ما أرادت، إذ قالت: وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما ظننت أن الله منزل في شأني وحيًا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
الثانية والعشرون: الشفاعة، قال تعالى: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ وقد ثبتت شفاعة هذه الأمة، كقوله عليه الصلاة والسلام في أويس: “يشفع في مثل ربيعة ومضر”
الثالثة والعشرون: خوارق العادات معجزات وكرامات للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي حق الأمة كرامات
الرابعة والعشرون: مناجاة الملائكة، ففي النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر، وقد روي في بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه كان يكلمه الملك، كعمران بن الحصين، ونقل عن الأولياء من هذا.
الخامسة والعشرون: رفع الذكر، قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك﴾ وذكر أن معناه قرن اسمه باسمه في عقد الإيمان، وفي كلمة الأذان، فصار ذكره عليه الصلاة والسلام مرفوعا منوها به، وقد جاء من ذكر الأمة ومدحهم والثناء عليهم في القرآن وفي الكتب السالفة كثير. وجاء في بعض الأحاديث عن موسى عليه الصلاة والسلام، أنه قال: “اللهم اجعلني من أمة أحمد” لما وجد في التوراة من الإشادة بذكرهم والثناء عليهم في آخر آية في سورة الفتح
السادسة والعشرون: الاجتباء، فقال تعالى في الأنبياء عليهم السلام: ﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم﴾ وفي الأمة: ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج﴾ وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام مصطفى من الخلق.
السابعة والعشرون: التثبيت عند توقع التفلت البشري، قال تعالى: ﴿وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾ وفي الأمة: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾.
الثامنة والعشرون: جعل السلام عليكم مشروعا في الصلاة؛ إذ يقال في التشهد: “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”.
التاسعة والعشرون: أنه سمي نبيه عليه السلام بجملة من أسمائه كالرؤوف الرحيم، وللأمة نحو المؤمن والخبير والعليم والحكيم.
الثلاثون: أمر الله تعالى بالطاعة لهم، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْر﴾ وهم الأمراء والعلماء. وفي الحديث: “من أطاع أميري، فقد أطاعني” وقال: “من يطعِ الرسول، فقد أطاع الله” وختاماً نسأل الله تعالى أن يجمعنا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة وجزى الله الكاتب خير الجزاء ونفع به وبعلمة الأمة الإسلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى