مقالات مجد الوطن

الذكاء المكاني البصري 

 

لكل شخص منا نقاط ضعف ،و نقاط قوة ،

و لسنا جميعا موهوبين في نفس المجالات .

 

على مدار عقود ،كنا نعتقد أنه يوجد نوعين من الذكاء، و هما :

البراعة في الرياضيات،

و البراعة في اللغات ،

حتى جاءت نظرية الذكاءات المتعددة، حيث وضح غادنر أن الذكاء يتضمن أكثر من البراعة في اللغات أو في الرياضيات و اقترح أنواع للذكاء :

 

-الذكاء المكاني .

-الذكاء الطبيعي .

– الذكاء الموسيقي .

– الذكاء المنطقي الحسابي.

– الذكاء الاجتماعي .

– الذكاء العاطفي .

– الذكاء اللغوي .

– الذكاء الحسي الحركي

و العضلي .

– الذكاء عميق الشخصيَّة

أو النفسي الذاتي.

– الذكاء الوجودي و هو الخوض في أسئلة عميقة ( لماذا نعيش ، لماذا نموت ، ما يحدث بعد الموت ) و شغف البحث عن إجابات .

 

و اخترت اليوم أن أتحدث عن ” الذكاء المكاني البصري ”

 

_ الكثير من الأشخاص من حولنا يمتلكون مهارات معينة ، كوصف الأشياء بطريقة تنم عن خيال …

أو قدرتهم على تخيل الأشياء بأبعادها الثلاثية على الرغم من امتلاك معلومات محدودة عنها…

أو تأليفهم قصصاً من خيالهم …

أو قدرتهم على حفظ الأماكن وتفاصيلها واتجاهاتها ولو أنهم زاروها لمرة واحدة في حياتهم..

ناجحين في مهام مثل القيادة (خاصة في الأماكن غير المعروفة ) ومواقف السيارات .

 

الذكاء المكاني البصري :

 

هو القدرة على الاستيعاب عن طريق الصور وتشكيلها ، والقدرة على استيعاب العالم المرئي بدقة وإعادة تشكيله بصرياً ومكانياً في الذهن .

 

الذكاء المكاني هو النظام العقلي المسئول عن كل شيء يتعلق بالصور والخيالات ، فهو يمكنك من تكوين صورة دقيقة والتغيير فيها ذهنياً، وملاحظة التفاصيل الدقيقة، والتعرف على أنماط وأشكال مختلفة، والمقدرة على فهم المعضلات البصرية وحلها …

 

يرتبط هذا النوع من الذكاء بقدرة الشخص على “إدارة” جوانب مثل اللون والخط والشكل والشكل والمسافة والعلاقة الموجودة بينهما.

 

عند مَن نجد الذكاء المكاني – البصري؟

 

عند المختصين في فنون الخط، وواضعي الخرائط والتصاميم، والمهندسين المعماريين، والفنانين التشكليين، وصانعي الديكور، والنحاتين، والبحارة، وربابنة الطائرات، ولاعبي الشطرنج، وفي المهن المتعلقة بالرحلات أو السياحة أو الكشافة، وتصميم الأزياء أو المجوهرات …

 

الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء المكاني يتخيلون القصة التي يقرؤونها بجميع تفاصيلها من (بيوت وحدائق وشوارع) كما يتميزون بذاكرة جيدة تخّزن في طياتها الوجوه والأماكن .

 

يستمتعون في تعلمهم باللوحات التوضيحية والأشكال البيانية والخرائط والجداول والعروض والصور،

ويلاحظون التفاصيل الدقيقة التي لا يلاحظها غيرهم، ويمتلكون حساسية للخط واللون والشكل والمساحة .

 

أهمية الذكاء المكاني :

 

يساهم الذكاء المكاني و يشارك في حل المشكلات المكانية, سواء حقيقية أو وهمية.

يساعد على تحليل المشكلة بطريقة مختلفة، تستطيع أن توظّفه في عدة مجالات: كالرسم والإعلان والتصوير، ويساعدك أيضاً في تصميم نماذج وتحويلها إلى مجسمات ملموسة .

 

طرائق تنمية الذكاء البصري المكاني عند الكبار:

الألعاب الإلكترونية؛

التي تُقوي التدوير العقلي مثل ألعاب تتريس، والألعاب التي تتطلب التنقل في مسارات .

 

التركيز على مهارات مكانية ملموسة، من خلال بناء الأشياء، فوفقاً لجامعة جونز هوبكنز “إنَّه يمكن لألعاب مثل لعبة البلوكات أن تُحسِّن الذكاء المكاني”؛

 

لذا لا مانع من أن نأخذ من 10 إلى 15 دقيقة من كل يوم لنتحدى أنفسنا في مهام معينة؛ كبناء قلعة أو بناء سفينة في لعبة ما.

 

إحدى القصص الجميلة على الذكاء البصري:

 

يُحكى عن ملك أعرج وأعور، أنَّه جمع في قصره أعظم الفنانين، وطلب منهم أن يقوموا برسم صورة له، دون أن يُظهروا هذين العيبين مقابل مكافأة مجزية.

رفض جميع الرسامين رسم هذه اللوحة، فكيف يُصورونه واقفاً وهو أعرج، وكيف يرسمون نظراته الثاقبة وهو أعور، ولكن وسط هذا الرفض، قَبِل أحد الرسامين أداء المهمة، وفعلاً قام برسم الملك بصورة رائعة.

حيث تخيل هذا الرسام، أنَّ الملك يُمارس الصيد في الغابة، وهذا ما دفعه لأن يُثني رجله ويُغمض عينه، وبذلك تمكن هذا الرسام من رسم الملك الأعور والأعرج دون إظهار عيوبه، وحصل على مكافأة كبيرة من الملك؛ ذلك لأنَّه استطاع أن يُوظِّف خياله وذكاءه البصري لإنجاح عمله الفني.

 

الكاتبة : ندى فنري

أديبة /صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى