مقالات مجد الوطن

“مشاعرُ فنانٍ” 

“مشاعرُ فنانٍ”

 

بقلم الشاعرة ✒️

سلمى النجار

الحس المرهف

نزارية الهوى

غزال المدينة

المدينة المنورة

 

يشيرُون إلى الرسام،

إلى اللوحة المُذهلة،

يصفقُون له بحرارة،

يربتّون على كتفِه أثناء مُغادرته،

 

يخرُج محبطاً، لم يقل لهُ أحدٌ:

هل أنت بخير؟

لم يساله أحدٌ، هل سائلتموه؟

طبعاً ﻻ.

 

يتقدمُ بنفسه فيسألني:

أرأيتِ لوحتى؟

أرأيتِ البنت التي تجلس أمام النافذة؟

كنت في يومٍ أجواؤهُ غائمةٌ حزينة، مررت بطفلةٍ يتيمةٍ

تجلس بانتظار والدتها،

كانت تننتظرها بشوق

 

هل أعجبتكِ لوحتي؟

ستقولين نعم أعجبتني

 

هل أعجبتكِ لوحة سفينتي؟

تمنيت أن أخوض يوماً مع أبي بحر الأمنيات !

 

لم تسألوني عن لوحتي!

ماذا تعني لوحة النهر؟

 

ولم تسألوني عن لوحة الورود والبستان !

 

ماذا تعني لوحة الأقحوان؟

وطفلةٌ بجانبها سريرٌ ودمية

إنها اشتياقُ ومعاناة طفلة

إنها ذكرى بين الحديقة الغناء

 

هل سألت الرسام كيف يكون إحساسه عندما يرسم

 

تلك اللوحة التي أعجبتكِ؟

طبعاً ﻻ .

 

الرسام يرسم دمعاً على شكل ألوانٍ وخطوط. الليل معتمٌ،

وفي السماء بدرٌ مضئٌ،

ونجومٌ تتلألأ.

 

ذاك إحساس فنان

تلك فرشاة رسام

 

يشيرون إلى الرسام …

إلى اللوحة المذهلة…

إلى معاناة فنان .

 

نعم تلك اللوحة التي أعجب بها الجميع .

لوحة طفلةٍ تنهمر الدموع من عينيها .

 

هل سألتم كيف كانت مشاعر الفنان؟

طبعاً لا، لم تسألوا

 

هو إحساس فنانٍ يتألم لألم مجتمعه،

عبر عنها وجسدها في رسمةٍ، وخطوطٍ، ولمسة فرشاةٍ،

وضجيجٍ وصخب ألوانٍ لتلك اللوحة اللتي أعجبتكِ.

 

إنها كتلة من أحساسيس رسامٍ ترجمها في لوحةٍ.

إنها مشاعر إنسانٍ على شكل ألوان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى