الكاتبة/أحلام بكري
……………………
مساء الخير
لتلك العيون التي تذبح
بنصل رمشها..
(قلتها بعد أن تأخرتُ عن موعد حضوري عنها قرابة الثلاث ساعات ، بعدها رمقتني بنظرة حادة تخطّت العتاب وصولاً للغضب)
قالتْ:
أهلاً ، متاخراً كالعادة..
( وأشاحتْ بوجهها عني)
.
(قلتُ مستدركاً الوضع متلطفاً معها)
عيناكِ الخجلى
بئرٌ ممتلئ ماء
أنهل منهُ على عجلٍ
ولا أكتفي..
لماذا تخفين عني وجهكِ..؟
وددتُ أن أبحر خلال ملامحكِ
وأُجدّف بشفاهكِ
وأصطاد دمع عينيكِ بالقُبّل
وليلفح شراعي أنفاسكِ الدافئة..
.
( أطلقتْ ضحكة ساخرة وقالتْ)
مازلتَ تعبث بالكلمات كي تحجب أفعالكَ..!
قلتُ: أتعلمين ..؟؟
أتدركين ..؟؟
أحتضانكِ..
يسقطُ عن كاهلي كُل أثقال البشر..
.
قالتْ: تظل تُشاكسني بالحديث حتى أنسى تأخيركَ عن الحضور..
أتعلم..!؟
قلتُ : ماذا..؟
قالتْ :
لك طُهر الطفولة
وشغب الصغار
وشغف المراهقين
ورواق العاشقين
ونضج الصامتين
وكبرياء القادرين
.
قلتُ : الله الله..
مع صمت الليل المطبق
وحديثنا الاعتيادي
تأخذني نبرة صوتك للفرح للأمان..
وكل ليلة تأتي ، أحبك أكثر بكثير
من الأمس..
.
قالتْ: بعد كل حديث معكَ ، أكتشف أن لا حول لي ولا قوة..
وعلى يقين إن للهزيمة بين يديكَ ، لذّة تعادل وتفوق لذّة الانتصار..
……………………..