بقلم الشاعر د : علي يحيى البحيري-جازان
يامن غِيابُكِ أضناني وأبكانـــــــي
والصدُ والبعدُ والهِجرانُ أشجانـي
يازهرةَ الروضِ بالأعطارِ عـابقــــةً
بطيبٓ حُبٍ يطفي نارَ وِجدانــــي
أرى غيابَكِ قد طال المُقامُ بــــــهِ
والبعدُ أدمى بِحدِّ الشوقِ شريانـي
أُسائلُ الكونَ عن سرِّ الغيابِ فمـــا
أجـابني الكـونُ فـي يـومٍ وواسانـي
فَتشّتُ عن طيفِكِ البـرَّاقِ في أُفُقي
مالاحَ لي الطَّيفُ أو وآسى لأعيـاني
ياليتني كنتُ طيـراً كـي تُحلِّــقَ بـي
في جَوِّكِ الرَّحبِ ياعمري الجناحَانِ
أو أنها الـريحُ يا حبي سَتَحمِلُنـــي
على يديها أو الجنّي السليمانــــي
بلقيسُ من لي بأنباءٍ تُطمْئِنُنــــــي
وهُدهُدُ الحَدسِ يا بلقيسُ جافاني
وحينما عاد قال الشمسُ ساجـــدةٌ
بـرمشِ عينيكِ فـي حبٍّ وإيمـــــانِ
لو أن هُـدهُدَ حَـدسي طـارَ قلتُ لــهُ
إرجـعْ إليها بتعبيـري وتِبيانــــــــي
وانظرْ لِردٍّ لَكَم أشتاقُ أسمعُــــــــهُ
عساهُ يأتي وللأفـراحِ أهْـدانــــــــي
وجاء بالعرشِ ذو علمٍ وقلتُ لهـــم
يُنكِّروهُ بإمعانٍ وإتقــــــــــــــــــانِ
فتنظرينَ له والروحُ قائلــــــــــــــةٌ
هذا هو العرشُ تأكيداً بإيقـــــــــانِ
من غيرِ أسئلةٍ للعـرشِ مُدرِكــــــةً
تبكينَ قائلةً كم كُنتَ تهوانــــــــــي
عرشي بصـدرِكَ منصـوبٌ وأنت على
أطـلالِ داري تناجيني لأزمـانـــــــي
فتدخلينَ شِغافَ الروحَُ فاتِحــــــــةً
وتَسلِبينَ بها مُلكي وسلطانـــــــــي
ياليتني كنتُ يا بلقيسُ ذا مُلـــــــكٍ
أو كُنتُ في العيشِ ذا حظٍ سليمـانـي
ماكنتُ عانيتُ من بُعدٍ ومن ألـــــمٍ
وكانَ أطفَأَ نارَ الشوقِ أعْوانـــــــــي
لكنما الحظُّ يأبى أن يُسانِدَنــــــــي
وأنتِ ساندتِ ظلماً حظيَ الجانــي
أجُوبُ دنياكِ بحثاً عنكِ سيدتــــي
علـى الروابي وفي سهـلٍ ووديــانِ
مليـكـةَ الـروحِ مهـلاً يامحيِّــرتـي
ما بالُ قلبِكِ لا يرثــى لحيـــــــرانِ
عامانِ في البعدِ مثلَ الدهـرِ أحسَبُهَا
كـم أثقلتنـي بآلامــي وأحزانــــــي
هـل مـن سبيـلٍ إلى لُقياكِ يسعدني
يُطَمئِنُ الروحَ يشفي قلبَ ولهــــانِ
يانبضَ قلبي ويـاروحَ البُحيـري متـى
تُشجِينَ بالهمسِ آذانـي ووجدانـــي
فَطَمئِني القلبَ جودي بالوِصالِ لـــهُ
إن كان قلبُكِ يا بلقيسُ يهوانــــــــي
أوِ انزعِ الحبَ من قلبي كمـا انتُزِعَـتْ
بقبضةِ الموتِ أنفاساً بإنســـــــــانِ