مقالات مجد الوطن

تحليل أدبي لنص يحلو المساء

 

يحلو المساء سيمفونية

عذبة للأديب الشاعر /

حسن الأمير.

يحلو المساء …..

 

يحلو المساءُ إذا وجدتكِ راضية

و سمعتُ صوتكِ في التغنُجِ شادية….

 

و رأيتُ وجهَكِ مثلَ بَدرٍ مُشـرقٍ

و شممتُ ريحَكِ كالعروسةِ عَاضية….

 

يا من عشقتُكِ دون أيّ تَحَـفُظٍ

و لقيتُ روحي في غرامِكِ ماضية…..

 

أنتِ النساءُ جميعُهن حبيبتي

و بِكِ الأنوثةُ حينَ تُذكرُ طـاغية…..

 

أثناء قراءتي لحالات الأحبة وقعت عيني على مقطوعته المعتقة المتماهية من حسه الأصيل ، وخياله المنسجم ؛ لتهطل كغيمة… وأي غيمة؟!

 

غيمة تداعبها الأنسام فتشرئب لدغدغاتها…

 

جميل وعبقري هذا الأمير حسن!

 

جعلنا ندور في فلكه الحرفي ، بين الحال والوجود:

 

( إذا وجدتك)

 

وبين السماع:

 

( وسمعت صوتك)

 

وبين الرؤية:

 

( ورأيت وجهك).

 

تلك هي تشكلات الحس وانزياحاته واحتياجه ؛ ليرسم لوحة فنية متكاملة!

 

والجميل تقييد حلاوة المساء بكل تلك الرؤى الحالمة في بوتقة القلب المسترسل بحب غامر.

 

ولم يقتصر الشاعر على الحال والرؤية والسماع ، بل صور الحالة النفسية لمحبوبته :

( إذا وجدتك راضية).

 

نعم..

 

إنه الرضا منبع العطاء لكل شيء…

 

فكيف حينما يكون من الحب وللحب؟!

 

أجاد الشاعر في رسم صورة الصوت…

 

فليس أي صوت!

 

بل صوت التغنج…

وهو مايناسب الحال ومراد الشاعر…

 

فالتقييد بالتغنج لمحة فريدة ، ولعلها استلهام للتطريب العشقي الذي يجده العاشق.. والاسترسال في هالة الهيام ونشوته.

 

التشبيه الجميل ؛

 

( مثل بدر مشرق)

 

وكذلك:

 

ريحك كالعروسة عاضية..

 

فالإشراقة للبدر

وصف واحد….لم يزد عليه الشاعر ؛ لأنها تعني كل شيء..

 

لكنه مع التشبيه الثاني أرسل أكثر من صورة:

 

شممت ريحك.

 

كالعروسة.

 

عاضية.

 

وهنا يضيف الشاعر للوجود والرؤية والسماع والحال صفة أخرى وهي الشم…

 

وبعد أن اكتملت الصورة لديه شرع في التعليل:

 

يامن عشقتك دون أي تحفظ..!

ولعل ما ذكر سلفا هو سبب عدم تحفظه في عشقها..

 

وتعليل آخر هو وجود روحه ماضية في غرامها…

 

استخدم الشاعر النداء استشعارا لرفعة المحبوبة ، وبثََّا للتقرب والتملح العشقي.

 

ثم يختم بجملة خبرية رائعة ، يجسد فيها كيان محبوبته :

 

( أنت النساء جميعهن).

 

فهي جمعت كل الأوصاف…

وفي كل النساء..

وعليه فقد استغنى بها وبحبها..

 

وشيء آخر يضاف إلى ذلك هو طغيان الأنوثة لديها…

فالأنوثة روح متماهية بالدلال والغنج والود وكل الصفات المحركة لجوانب الحب والغرام..

 

وإذا لم تكن الأنثى كذلك ، فليست جديرة بالحب المنسكب من فطرة وأصالة وصدق..

 

شكرا لشاعرنا الجميل/ حسن الأمير…

 

أخوك/ يحيى معيدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى