مقالات مجد الوطن

…………….

 

 

كَانت بشرقِ  القَريةِ العُظمَى لنَا

دارٌ    تضمُّ   السّبعَ   و  الأفهادَا

 

نأتيهاْ من أقصَى الجنوبِ وغربها

ومنَ    الشَّمالِ    نزورُها   أفوادَا

 

لا  يُطرقُ البابُ  الجميلُ و لا بهِ

قُفلٌ    يردُّ   الجمعَ   و  الأفرادَا

 

كُنَّا  فهوداً   سبعةً   و   زئيرُها

يَعلو  عَلى  كلِّ الأسودِ  فَسَادَا

 

أُمّي الحنونُ  هيَ  الوحيدةُ  بيننا

أنثى   و نحنُ   الخادمون  فرادَى

 

كانت  صديقتنا  وثامنَ  شملِنا

وحبيبَنا  و   عشيقنَا   المُعتادَا

 

بيتٌ  تذكّر  في الوجودِ سلالةً

يخلو  رِهامِاً   بَيننَا  و  سُعادَا

 

كانَ  الجميعُ   يخافُنا و صغيرُنا

نِمْرٌ  على ضربِ  الصِّغارِ  اعتادَا

 

في  كلِّ ساعات الزمان  لقاؤنا

جمعاً  جميلاً  يشهدُ   الأسيادَا

 

هذا   صديقُ   كبيرِنا  و  أخٌ   لنا

بل ذاكَ   يصدقُ  حمزةً و  عِمادَا

 

كانت  عيونُ أبي  إذا نظرت لنا

تدعو  لنا خيراً و تخشَ  فَسَادَا

 

فمَتى عَلى خيِّ الجِمَالِ أراكُمُوا

ومتى  لفَيصَل   يسبِقُ   الأولادَا

 

وأرَى  بصحنِ  الدارِ يلعب  ياسرٌ

ولكم  حلمتُ  بأن  أرى  الأحفادَا

 

ومتى على صدري سيغفو  هيثمٌ

وينطُّ    يضرب   فاطماً  و  زيادَا

 

قد كان يحلمُ أن يرى في وسطِنا

أُختاً    تَنطُّ   و   تلعبُ   المنطَادَا

 

كُنَّا    جميعاً   إخوةً  و  عتادُنا

كُرَةٌ   تَلمُّ    المجدَ  و  الأمجادَا

 

لنا سفرة  من  كل صنف نشتهي

اللَّحمَ   و  الأسماكَ   و  الأكبادَا

 

فأخي  الصغيرُ  يريد  ملعقةً  لهً

وأخي الكبيرُ يرى الدجاجةَ  زادَا

 

عشنا  بهذا  البيت  أجملَ  إخوةٍ

اسماً  على  اسمِ  الإخوًةِ  حادَى

 

كنا   ننام   على  التراب   يلفُّنَا

حُبٌّ و يدفىء شوقنا الأجسادَا

 

في غفلةٍ  ماتت  لنا  تلك التي

ترعى  الحياةَ   تقبّلُ  الأحفادَا

 

وتدسُّ  بين  دموعها  لصغيرنا

ذاكَ الريال على الريالِ ازدادَا

 

فابيضّّت العينانِ في أبتي الذي

قد   غض جفنا   جهَّزَ   الأعتادَا

 

لا   تمنعوا   لي    رحلةً   أكّدَتها

فلقد حجزتُ  الطيرَ  و  الأرصادَا

 

ذهبت  به  الأشواقُ  غادرَ أفقنا

ولصوتِ  من  ناداهُ لبَّ و نادى

 

قد  غادر العيدُ الجميل عيوننا

فالدارُ    تبكي   تفقدُ   الأعيادَا

 

رحلَ الوسيطُ لنا وهمزةُ وصلنا

صارت كهمزِ القطع  تهجرُ  كادَا

 

رحل   الرعاة   لدارنا   فتهلهلت

تلك الكؤوس وضاعتِ الأصفادَا

 

وتساقطَ  النصر الذي في دارنا

وتلثَّمت   كل   الدروع   حِدادَا

 

وتبعثرت  تلك الشلاح  و صرخة

خضراءة  خفَّت صدىً  و  رشَادَا

 

والأخضرُ   الأهليُّ   أنَّ   بصمتنا

والكأس مرفوعٌ  (ودابوو)  عادَا

 

وتكسّرت تلك الكؤوس ومجدها

وتناثرت   بين   التراب   سمادَا

 

و تمزّقت  ورقٌ   لنا   و  شهائدٌ

وانكبَّّ حزنٌ  في الغبار  مَدادَا

 

نطّت من  الميدالِ فرحةُ  فوزنا

وتلوّنَ   الذهبُ   الأصيلُ  رمادَا

 

أسَفِي على ذاك الزمان ومجدهِ

صارت  كذكرى تحرقُ  الأكبادَا

 

يامن مررتَ على الديارِ وصمتها

عشْ فيهاْ طيشَ شبابنا وفسادَا

 

انظر    لدولابٍ    لنا   وزجاجنا

بالأرض القَى المجدَ و الأمجادَا

 

وسراجنا المكسور  بالركن الذي

فقدَ الفتيلُ  الزيتَ  و  الإمدادَا

 

وبشاشةُ  التلفازِ  بين  غبارها

صورٌ لنا  و انظر  لنا  الميلادَا

 

ماتت بأوراقِ  البلوتِ  بناتٌها

وتبادلت  ازواجها  الأعدادَا

 

لاتحسبِ الشيبانَ مازالوا بها

فالحُكمُ  فيها  يفقد  الأولادَا

 

أحجارُ  ذاك  الكيرمونِ  تبادلت

ألوانها   فغدا  البياضُ   سوادَا

 

وحليمُ في ذاك الشريطِ يبحُّ في

أُذنُ   لأهل  الكهف  باتوا   رقادَا

 

فنجاننا  المثروم  فوقَ  بلاطنا

قد ضاعَ فيه الشاي حيثُ أرادَا

 

كُرَتي التي نامت و نامَ  فريقنا

في جوفها و الناظرون سُهادَى

 

من ذا الذي مسحَ التحدّي بيننا

قدماً  بها  و  صدارةً  و  جوادَا

 

أين الإشارةُ  في  يسارِ  كبيرنا

ياخيرَ من مسِكَ الدفاعَ و قادَا

 

كم في الشباك  تعلّقت وتمزّقت

أين الذي  راغَ  الدفاعَ  و صادَا

 

من يمسحِ  الأحلامَ  في  أبوابه

ومحَى  شخابيطَ الجدار  أبادَا

 

إني ارى الآمالَ  تبكي  هاهنا

وتجولُ في  حجراتنا  أفرادَا

 

رحلتْ  أخوّتنا و لن  يبقى بها

إلا  الأسامي  تحملُ  الأجدادَا

 

هجرَ  الحَمامٌ  بيوتنا و رفوفَنا

لم يبقََ عُشٌ  يمتطي و جرادَا

 

انا لا أرى ذاك الحسينَ و خالداً

بل لا   عَرارٌ   زارنا   أو   عادَا

 

حتى الذي رضعَ الحليبَ بأمِّنا

لا  لم   يعد  يأتي وفينا  نادَى

 

أسَفي على تلك القلوبِ وحبِّها

فلكم  غَفت  و تقاطعت  آمادَا

 

ولكم تحجّرتِ العقولُ بجهلها

وتغلغت  بين الصخورِ  عنادَا

 

لَو  هُدَّ  بَيتٌ للإخَاءِ  وَ  مَنزِلٌ

مَن ذَا سَيبني للوِصَالِ  عِمادَا

…………………………..

أبو حليم …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى