مقالات مجد الوطن

سعي الآباء والأمهات إلى الكمال والمثالية 

 

يحتاج الأبناء إلى أم و أب متفهمين ، لا شك أن الكثير من الآباء والأمهات يحاولون أن يقوموا بدورهم تجاه أبنائهم على أكمل وجه و أن يكون أبناءهم صالحين، و لكن أحيانا قد يتحول الأمر إلى هوس بالمثالية و الكمال .

 

فالأب و الأم المثاليان يكونان من الشخصيات الدقيقة الذين يريدان كل شيء صحيح بنسبة 100 في المئة ..

 

يريدان أن يكون سلوك الأبناء مثاليا بنسبة 100 في المئة ، و درجاته عالية

و نظافته مثالية و كل أموره مكتملة دون أي نسبة خطأ، و حتى في الجوانب الاجتماعية، يفرضون عليه أن يتصرف بالطريقة التي يرونها مثالية، و لا يتركان له أي مساحة للتعبير عن رأيه أو أن يعبر عن نفسه ..

 

إن توقع الكمال من الطفل قد يؤدي إلى إضعاف شعوره بالثقة بالنفس لشعوره أن ما يفعله ليس جيدا ، و يجعله يشعر بتدني قيمة الذات ، و يميل إلى التركيز على أخطائه و تقليل إنجازاته مما يمنعه من الشعور بالرضا..و حتى عندما يكبر يكون عرضة للإكتئاب حيث أظهرت الدراسات أن السعي إلى الكمال يرتبط ببعض الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري و اضطرابات الأكل ..

 

إن السعي إلى الكمال و التمسك به يصبح عبء على الوالدين، لأنه يجعلهم مجهدين، و مضغوطين، لا يستطيعون أن يرسموا السعادة على وجوه أبنائهم ، كما أنهم يشعرون بالعجز عن الاستمتاع بالحياة، و بالتالي يكون الطفل تعيس غير سليم نفسيا، فمن الطبيعي أن يقع الأبناء في الأخطاء باعتبارها وسيلة للتعلم و اكتساب الخبرات في كل

مرحلة من حياتهم .

 

صحيح علينا أن نضع معايير عالية لتصبح هدفا جيدا، و ايجابيا يمنح الأطفال الذين يميلون إلى الاستمتاع بالتحدي ، متعة الإنجاز لكن يجب أن تتناسب مع أعمارهم و مهاراتهم…

 

علينا تعليم الأطفال و منحهم الثقة للتعلم من ارتكاب الأخطاء، و قضاء وقت ممتع معهم بدلاً من قضاء وقت في محاولة جعلهم مثاليين…

 

على الأهل مشاركة الأبناء قصص إخفاقاتهم ،و يوضحون لهم أنهم ليسوا مثاليين و يخبرونهم عن مرات فشلهم في الاختبارات، أو الحصول على وظيفة و يشرحون لهم كيف تعاملوا مع الفشل فاكتشاف الأبناء لبعض عيوب الآباء يمنحهم الثقة للتعلم من أرتكاب الأخطاء….

 

في النهاية ما يحتاج إليه الأبناء ليس خارقا، و إنما والدان جيدان و محبان و متفهمان ، و أب يسعى لتحسين تربية أبنائه، و القيام بالتوجيه و المتابعة ، و المحافظة على دينهم و عقولهم و عدم إهمالهم …

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى