مقالات مجد الوطن

( طفلة )

 

هو بارع في الفن التشكيلي..

هي متذوقة للرسم ، تطمح أن تخُط أناملها ما يداعب مخيلتها من جنون..

ولكنها ذات قلم رقيق بفن الكتابة..

(دار بينهما حوار عن تبادل الهوايات)..

قالت :

ليتك أنت الكاتب وأنا الرسامة..!

قال:

لا يجدي التمني نفعاً ؛ فليس لدي حسّ وأبجديات الكتابة..

قالت:

إذاً لنعقد اتفاق ، أنا أقرأ وأنت ترسم ما توحيه لك كتاباتي..

قال:

لنجرب ، وستكون تجربة فريدة من نوعها ..

ولكن بشرط أن لا تتوقفي عن القراءة حتى تكتمل لي فكرة اللوحة وأفرغ من تنفيذها..

قالت :

ليكُن لك ذلك..

(اتكأتْ على جانب الأريكة وفتحت مذكرة لها وشرعت بالقراءة بكل هدوء ، هو أخرج من خزانتهِ لوحةً بيضاء وأخذ القلم الرصاص وتوارى عن ناظرها بزاوية الغرفة)

(قرأت عن البحر والهواء والحب والصداقة والجمال والموسيقى ووو…وغرقت بالتفاصيل واستمرت قرابة النصف ساعة تقرأ بدون توقف)

قطع استرسالها بالقراءة قائلاً :

توقفي فقد انتهيت من اللوحة..

قالت بلهفة : أرني ماذا أوحت لك كلماتي..

قال :(وهو يلف اللوحة ليريها)

هذا ماوصلني من كلماتك..

(تغيرت ملامحها بعد أن رأت اللوحة وظهرت عليها علامات الاستنكار والاستفهام وصمتت لبرهة من الزمن ، تتأمل اللوحة)

قاطع رد فعلها الصامت بقوله:

نعم ، لقد رسمت طفلة على ملامحها البراءة والنقاء..

لا تغضبي مني..

فقد كان مضمون حرفك في الكتابة بريء ، كطفل لم يزل وليد ..

لم يعتركهُ الزمن لينضج ..

ولم تطحنهُ التجارب ليُصقل ..

ذو عود لين ، يحتاج أن يجف ليحطم ما سواه ويصمد…

……………………

الكاتبة:أحلام أحمد بكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى