………………
بُكاءٌ مرير وهمٌّ يخنُق الروح ..
وكأن العالم وُضع أمامك ؛ لتُشاهده من ثقب إبرة..
وقلبٌ يسأل العقل : ما الخيرة..؟!
يُجاوبهُ العقل : ألآ تراني مُلتحف الحيرة..!
القلب يسأل : أين الروح..؟
(تُسمع قهقهة الروح بسخرية) مجيباً:
القلب والعقل يستغيثان بي ، عجباً ..!
ماذا تريدون مني أن أفعل ، وقد لفّتكم الحيرة في غطاءٍ واحد وجمعتكم لمرة واحدة ، وأنتما لا تتفقان أبداً في أغلب الأمور..؟!
(خيّم الصمت على القلب والعقل ، يستمعان لحديث الروح ، أكملت الروح حديثها)
إنها قلّة الحيلّة يا قوم ، لن يُجدي معها لا عقلٌ ولا قلبٌ ولا روح..
.
(تناثرت قطراتٍ من الدموع ساقطةً من العين ، على إثر حديث الروح)
أعتذرت العين بصوت يرتجف قائلة : العذر منكم فقد غشت غيني مسحة من ضباب وقليل عتمة ولم أحتمل الألم..
قال العقل منادياً :
أيّتُها العين : كفكفي ما تساقط منك..!
وأنتَ ياقلب : لن يفيدك الرجفان..!
أين أنتِ يا ذات الحنان ، ارفعي يديكِ لمواساة العين وامسحي ما سقط منها..؟
(يُسمع صوتها من الأسفل)
أنا هنا مُشبّكةُ الأصابع ؛ بانتظار الفرج ماذا تريد ياعقل ، فقد سئمتُ توجيهاتك وأوامرك لي..؟!
قال العقل بصوتٍ خافت:
أيتها الكفوف الحانية تعالي ولا تتعالي ، فبيدك تهدأ العين و يستكين القلب وتطمئن الروح ..
ضعي يدك عليهم ؛ كي يعِم الهدوء ..
فليس لنا في قلّة الحيلة سوى ، لُطفُ الله ينتشلنا مما نحن فيه..
………
الكاتبة / أحلام أحمد بكري