مردِيَّة رثاءٍ ….
في خالي محمود محمد إدريس
رحمه الله وأدخله جناته
………………………….
لِمَ ترحلونَ و فيصلٌ سيعودُ
وأبٌ سيرجعُ و المُنَى ستسودُ
لا تأفلونَ فكلُّ نجمٍ هاهُنا
أنتم وفي كلِّ الحياةِ وجودُ
محمودُ مهلاً فالحشائشُ أورقَت
والخيرُ آتٍ و السماءُ تجودُ
والمجلِسُ المغمورُ والبَسَمَاتُ لن
تبكي ويبقَى في الأرائكِ جودُ
فالكلُّ ينتظرُ الزهورَ و عطرَها
والعودُ ينعِشُنا و ذاكَ العودُ
قد كنتَ في كلِّ السنابلِ لونَها
أنتَ الذي في خيرِها مولودُ
في حَارتي تلكَ القديمة صوتها
أنتم أزقَّتها و ذاكَ العيدُ
فلماذا تأخذ باقتي و عطورَها
ولمَن ستُهدَى بالقبورِ ورودُ
فالزرعُ يملأ بالمقابرِ سَاحتي
والعُشبُ من فوق اللحودِ جديدُ
نَادى عليَّ الفيصلُ الموجودُ في
كلِّ القلوبِ و داخلي مفقودُ
فأتيتُهم بالوردِ بلَّلهُ النَّدى
والدمعُ في تلك الورودِ ورودُ
فلفيصلٍ غادرتُ أسرقهُ الأسَى
ونثرتُ فوقَ قبورِهم وأعودُ
ماعدتُّ أنظرُ أيَّ خَالٍ هاهنا
وأعزُّ خَالٍ في الوجودِ بعيدُ
أبكي على المَاضي وفي أيامهِ
ومحَاجِري للدَّمعِ فيهِ جحودُ
دَعني سأحفرُ في الخدودِ مجاريَاً
والشَّيبُ في تلك الخدودِ سدودُ
علَّي إلى الأحبابِ أهدي باقَتي
وغداً إليكم فيصلٌ سيعودُ
……………………………
أبو حليم ……