مر بجانبي قطار قديم
يسير للماضي
يعاكس الطريق
يسير
إلى طفولتي وصبايا
وأسناني اللبنية المرمية
في قرص الشمس لحظة الغروب
إلى مدرستي و طباشيري
ورسوماتي بالألوان الخشبية
التي تملأ كراستي المستعارة
إلى شارعنا الرملي القديم
وآثار أقدامنا الحافية
إلى بيتنا العتيق بنوافذه وغباره
إلى تنور أمي ورغيفها
إلى جبهة أبي وسجادته
إلى أختي وأمشاطها
إلى ذلك الزمن الجميل
هيا بنا لنركب جميعاً
ونرتاد قطار الأمس
استجاب الكل لندائي
وركب الجميع
أطفال حارتي
وحقائب الأمس
و خربشات الجدار
وبنات الجيران
وشقاوة اليدين
وتلك القطط التي كانت تنام
تحت اسرتنا المتلاصقة
وبعض دجاجات القش
والإبتسامات و البراءة
لم يبق إلا الحاضر
لم يجد مقعداً فارغاً
فغادر القطار وترك الحاضر
ينتظر قطاراً آخر
…………………………
أبو حليم …..