ا/ ليلى حكمي
دنا الغروب ، صافحتُ نفسي ثم مضيتُ قليلاً ، أدرتُ ظهري ونظرتُ للغروب طويلاً واتخذتُ لنفسي مقعداً وجلستُ ألمحُ اتزانَ جسدي بها ، لابأس فقد كانت تكيل لي المديح ، كلُّ الشعورِ كان يبهتُ الشمس مابين وجدي وعيني ،فقالت لي مابال هذه الليلة غروبُها قد انقسمَ في وجودنا ؛ نصفه غاربٌ والآخر به الشفقُ متوهج ، ألا تشعر أنها ليلة مختلفة !
جعلني السؤال في حيرة وعاث بنفسي والمكانُ صمت !
اتجهتُ متثاقلاً نحوها وربتُّ على كتفها قليلاً قائلاً لها : ربما اتخاذك مقعداً لنفسك وتركِك لي واقفًا قد غيَّر نفسك منظرُ الغروب .
ماذا لو طلبت مني أن نلعب لعبة الكرسي تلك اللعبة القديمة التي ندور فيها حوله ونغمض أعيننا ولانسمع سوى ضحكاتنا ، ماذا لو ترك كلٌّ منا انتظار الغروب ونتهادى ونؤثر على المستحيل حتى لايكون له بين ألوان الشفق وجود ، ماذا لو تركت الحوار يتخذ مكانك وأنت تقف وتأتي من أمام وجهي وتكسر الصمت الذي أثقل كاهل الوقت .
عدتُ إلى حجرتي وأشعلتُ القنديل وأغلقتُ أفواه الصمت وإذا بي أقرع الباب بهدوء وأفتح نافذتي الصغيرة لقد كان الغروبُ واقفًا بكل الممرات حين ذلك رأى خيالي بين جدران حجرتي وفي أزقة دفاتري لم يشعل مدفأة صدري ويشعل قنديلي .
يساومني أن أرجع مع نفسي ،ولكن قد بدأ الليلُ ولم يتبق من ضوء الغروب الا آثاره وذبوله والوقت يلف ذراعيه حولي
سئمت الوقوف طويلًا والغروب يحزمُ أمتعته ليدنو دون أن
يلتفت لي .
لن أكيل المديح إلا عندما أجد نورًا للضمائر ولنفسي ..