الكثير منا يسمع ويردد بيت
او اغنيه او كلمات شعريه ولكن للاسف لا يفهم فحواها او ما ترمي له هذه الكلمات
عندما صدح فنان العرب الاسطورة الحية محمد عبده في منتصف السبعينات تحديداً ١٩٧٤ م
بأغنية (ايوه)
التي كتب كلماتها دايم السيف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ولحنها ابو نوره بلحن بياتي جميل جداً ببساطته ورونقه وعذوبته يستدرج الاذن للعبور منها الى الجهاز العصبي ويطرب الفؤاد، عند سماعي لهذه الرائعة الخالده استوقفتني كلمات غاية في الأناقة والوصف المختزل من قاموس اللغة العربية الفصحى لا يفهمه العامة
وعساه عساه ما يرتاع
عليك يا نافلٍ جيله
هنا الشاعر ربط المذهب الأول للاغنية بمقطعها الثانى وكأن كلمة ايوه وهي الانبهار من كمية الهيام في المعشوق والسياق الاحق من كلمات قلبي عليك التاع
ما يحتمل غيبتك ليلة
اتت *و* عساه الواو هنا استخدمت للربط بين لوعة قلبه وانه لا يقوى على غيابه ليلة واحده..
وهنا وعساه عساه كررها وهي تاكيد انه لا يتمنى ان يحصل هذا الغياب فيرتاع قلبه المحب العاشق
الارتياع في اللغة هو الرهبه والفزع والخوف الشديد،
وهنا نصل لما استوقفني من جمال انيق مرصع بجماليات لغتنا العربية العظيمة
*عليك يا نافلٍ جيله*
النوافل او النافله او النفل في الفقه هي الشيء الزيادة عن الفريضه، شاعرنا هنا وصف محبوبته بـ ياء المنادة يا واتبعها نافلٍ اي زايد اي بفايض وكثير، جيلة هي الاقران اي من نفس الجيل وان صح التعبير اندادها في السن بأن معشوقته اكثر واكبر واعظم جمالاً منهن يا لروعة هذا الوصف الذي ابهرني فعلاً
كلمات الاغنية كاملة تقول
ايوه قلبى عليك التاع
مايحتمل غيبتك ليله
وعساه عساه ما يرتاع
عليك يانافلٍ جيله
لبيه يابو عيون وساع
ماغيرك أحد ألبي له
معذور لو صرت بك طماع
من حبكم مالنا حيله
القلب من يمكم نزاع
لوحاولو صعب تحويله
مانيب من عاذلى سماع
والله ماقطع مواصيله
من لام راعى الهوى خداع
سيور الايام تبدى له
ماضاع عمرى معك لو ضاع
مانوح لالا واغني له
سلمت لك خافق ٍ جزاع
عساك يازين تاوي له
✒️/ذياب محمد حمدي
١١ نوفمبر تشرين الثاني ٢٠٢٤