مقالات مجد الوطن

لحظة وعي .

 

قامت متعبة تجر جسدها وذكرياتها جرا….مسكت القلم الارجواني كان قد اهداه لها في يوم ميلادها ….تزاحمت الذكريات والاحداث ثم كتبت وكم تكون الدقائق ثقيلة وكم تكون الايام متعبة حين يغيب فيها شخص كان نبض القلب يتنفسه، لم اعد استطع مواسات نفسي …للاسف هذه المرة هزمت الاسوا ان ياتيك البكاء وتكتمه وتتظاهر بالقوة وانت تنهار….ارتشفت

 

قهوتها تنهدت ورات وجهها في المرأة المقابلة تحسست ملامحها وقالت يكفي لك يعد يمكنني التظاهر بانني على مايرام ….انا متعبة جدا وعجزت كيف اتجاوز هذه الايام ….انا متعبة جدا اشعر قلبي في حنجرتي …لست بخير ولكني اكابر ..اقاوم ….

سقط القلم اردفه فنجان القهوة احدثا صوت الخذلان …

فتحت عينيها رائحة الكلور….والادوية جسمها ثقيل …حاولت الجلوس لكن لم تقوى على حمل جسدها المنهك ..

جلست الطبيبة تطمئنها زمت شفهاها وتنهدت يعلم الله انني اقاوم شعورا اقوى مني …ملامحي بدات تتحدث عن التعب الذي احمله بداخلي ..ثمة هزائم كبيرة لا املك لها شئ.

مسكتها الطبيبة من يدها وضمتها وقالت ما وجعك ؟

قالت رغبة بالبكاء …ولكن لا دموع متبقية ..ممتلئة بالبكاء فارغة من الدموع ..تعرفي احيانا يبكي فينا كل شئ الا العين تأبى البكاء …

قالت الطبيبة …فهمتك ولكن ماشعورك ؟

قالت اشعر اني لم اعد اشعر بشئ ..اسوا مايصيب الانسان ان يموت حيا…انا ليس ما اظهره ….انا كل ما اخفيه….اتجاهل مابداخلي …لكنه يؤلمني …ولاني شديدة الصبر واتحمل ظنوا اني لا اسعر ولا اتألم ….حتى اصبحت ماعليه انا الان.

اومات الطبيبة براسها ووضعت يدها على كتفها لتساعدها على الجلوس وقالت لها مايؤلمك ….

رسمت بسمة حزينة غائرة على شفتيها وتنهدت عميقا وقالت يؤلمني البكاء ..الذي لا يبكى ….يؤلمني الحرف الذي تحجر في شفتي…يؤلمني البوح الذي لم ابوحه …كل ما اعرفه انني لست بخير ..انا منهكة جسديا …ونفسيا…

الانسان لا يتعب من موقف بل كل التعب من التراكمات ….

لست حزينة من الانهيار …بل حزينة من شدة الصمود وعدم القدرة على الانهيار…حزينة من شدة الثبات والصمود..ثم اعتدلت في جلستها لتقف وتلبس معطفها ..ساعدتها الطبيبة ووقفت …ثم قالت لها الطبيبة ومالسبب.

التفتت لها وقالت بعين كسيرة وقعت على عينها …افترقنا…..افترقنا بعدما كنت انتظر منه ان يكسر مخاوفي ..فكسرقلبي …

حملت حقيبتها واردفت كان بيننا ذات شتاء ماطر قسما الانفترق ….لكن .كان …..مجرد كان..

ثم استدارت للمراة تعدل خمارها …في بداية لقاءنا راهنت عليه ولكن اليوم سقطت الراء فجاءة ….الخيبة عندما تتوقع الكثير …مغرمة يادكتورة بببعض حروف وعيون ضاحكة …في روحي مثلما في قاع البحر ترقد احلام السفن الغارقة….وكما في المقابر احلام ماتت لم تر النور بعد …ولن تراه ابدا…

ثم استدارات لطبيبة وابتسمت هكذا افترقنا بلا بسمة ..بلا دمعة…بلا عتاب..بلا موعد لقاء…طال الانتظار …والشوق ذبل ..وازهر البعد ..وهل تعود لنا ايامنا الاولى ايام اللقاء الاول ….

يدرك المرء انه متعب لكنه يجهل مالذي يتعبه …انها الهزائم المكتوبة..

الو ….

نعم ..

كيف حالك ..

ينتهي يومي بالاشتياق اليك فقط.

اشتاق اليك بطريقة هادئةفابتسم واحتفظ بكل شئ منك في كل زاوية من ذاكرتي فاعزف لحن مفعم بالحياة على اوتار قلبي يبتهج الجميع وابتسم واقول ولنا لقاء لناظره لقريب.

وتمضي بي الايام كخريف هادئ كل يوم تسقط الورقة تلوى الورقة فتتعرى الاشجار…وغجاة تغيرت ملامحي وتعب قلبي من الاشتياق فاقسو على الجميع دون ذنب منهم …

اشعر بقلبي يعتصر ….ينكسر….صوت الانكسار ..انكسار الذكريات والاحلام …والدروب ..هل تعلم قد مرت ايام وليالي لم اكتب لك سطرا ولم تكتب لي كلمة ..حاولت النسيان والتجاوز….ماسوا ذلك الشعور حين لا تنظر احد ولا ينتظرك احد تحاول نسيانه تناظر عقارب الساعة تتذكر موعد مهاتفته رسائله ولكن ذاك الشعور لا يحدث….تجاهد النسيان عبثا انه في مكان ما في الروح لا الايام التي مرت ولا التي ستمر قد تفعل ..ويبقى القلب موجوع بتجرع مرارة الفراق…والم محاولة النسيان ..

فجاة انطفات المكالمة ..الو ..الو ..انطفات وانطفات روحها معها ..قالت والدمع يتراقص على وجنتيها …عجبا فقدت شخصا واحدا لماذا صار العالم هكذا موجعا..

دق الباب ….السلام على كل شئ جاء في تمام وقته..والسلام على عتاب جاء ليجمعنا ولقاء جاء لينقذنا من وحدتنا وسلاما على فراق جاء ليعطينا درسا في الصبر والوفاء والسلام على روحك الطيبة.

اريد ان يفنى عمري وانا اراك ….اريد ان اشيب وانا اشاهد بريق الحياة والايام في عينيك ….اريد ان اموت بين ذراعيك فالموت سيكون رحيما بي كلما نظرت في عينيك.

 

بقلم الدكتورة فتيحة بن كتيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى