احمد الثقفي
تسعى رؤية المملكة العربية السعودية 2030 إلى تحقيق تحول جذري في مختلف القطاعات، ويعتبر الإعلام من المجالات التي حظيت باهتمام واسع لدوره في تعزيز الهوية الوطنية، ونقل صورة المملكة للعالم، واستقطاب الكفاءات، وتعزيز الابتكار.
أهداف الإعلام في ظل رؤية 2030
تهدف رؤية 2030 إلى تطوير الإعلام لتحقيق عدة أهداف رئيسية:
1. تعزيز الهوية الوطنية: تُسهم رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي يعتز بهويته الثقافية، ويعمل الإعلام على تسليط الضوء على التراث والتقاليد وربط الأجيال الجديدة بجذورها.
2. نقل صورة إيجابية للعالم: تعمل المملكة عبر إعلامها على نقل صورة إيجابية تبرز التطور الذي تشهده في الثقافة، السياحة، الاقتصاد، والتكنولوجيا.
3. تشجيع الاستثمار والسياحة: يُسهم الإعلام في ترويج المشروعات السياحية والاقتصادية، وعرض الفرص الاستثمارية التي تدعم تنويع مصادر الدخل.
4. مواكبة التطور الرقمي: تدعم رؤية 2030 التحول الرقمي في الإعلام عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات، ما يتيح تقديم محتوى رقمي متقدم.
5. بناء كوادر إعلامية: تسعى الرؤية إلى تأهيل الكفاءات الإعلامية المحلية لرفع مستوى الابتكار والإبداع في المحتوى الإعلامي.
التحولات الرئيسية في الإعلام السعودي
منذ انطلاق رؤية 2030، شهد الإعلام السعودي تحولات هامة، منها:
1. التحول إلى الإعلام الرقمي: أتاح التحول الرقمي توجيه الإعلام نحو الإنترنت، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة رئيسية للوصول إلى الجمهور، وتعزيز التفاعل المباشر معه.
2. التوسع في الصحافة الاستقصائية: تهدف رؤية 2030 إلى تعزيز الشفافية، مما أدى لدعم الصحافة الاستقصائية لدورها في كشف الحقائق وتعزيز المساءلة.
3. تعزيز الشراكات الإعلامية الدولية: في إطار تمثيل المملكة عالميًا، أبرمت السعودية شراكات مع مؤسسات إعلامية عالمية لنقل صورة إيجابية عنها.
4. إطلاق منصات مبتكرة: رؤية 2030 شجعت على تبني الابتكار في الإعلام وإطلاق منصات متخصصة تعكس التنوع في المجتمع السعودي.
5. الاهتمام بالإعلام الثقافي: دعم الإعلام الثقافي من خلال المبادرات التي تبرز الثقافة السعودية، مثل إنتاج الأفلام الوثائقية وعرض التراث.
التحديات التي تواجه الإعلام السعودي
رغم التحولات الإيجابية، يواجه الإعلام السعودي تحديات، منها:
1. التنافس العالمي: يتطلب جذب الجمهور مقارنةً بالإعلام الدولي محتوى متميزًا يتماشى مع المعايير العالمية.
2. محاربة الشائعات: الانتشار السريع للمعلومات عبر وسائل التواصل يُصعّب التحقق من الأخبار ويزيد الحاجة لمكافحة الشائعات.
3. التطور التكنولوجي السريع: تفرض التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي تحديًا مستمرًا، حيث يتطلب ذلك موارد مالية وكفاءات تقنية.
4. تأهيل الكوادر: يتطلب مواكبة التغيرات السريعة كوادر مؤهلة تمتلك مهارات حديثة.
مستقبل الإعلام السعودي
في ظل رؤية 2030، يتوقع أن يشهد الإعلام السعودي توسعًا في الإعلام التفاعلي، زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي، وتطوير منصات متخصصة. سيسهم الإعلام في تعزيز الشفافية ويتيح للمملكة توسيع تأثيرها الدولي، مما يجعله أداة رئيسية لتحقيق أهداف التنمية.