نجران – إبراهيم عواجي
نجح فريق طبي سعودي في إنجاز طبي جديد يُضاف إلى رصيد المملكة، مكوّن من استشاري جراحة العمود الفقري في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود الدكتور عمرو فايز الحبيب؛ واستشاري جراحة الأطفال في الجامعة نفسها، الدكتور أيمن حسان الجزائري؛ واستشاري جراحة العمود الفقري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني الدكتور سامي إبراهيم العيسى؛ في ابتكار تقنية طبية متقدّمة تتمثل في تطوير دعامة متخصّصة تسهّل عمليات علاج أمراض فقرات الرقبة.
وأجرى الفريق أول عملية دقيقة بعد سنوات من البحث والتطوير، باستخدام الدعامة الجديدة لشاب في الأربعين من عمره، كان يعاني تضيقاً في القناة العصبية بفقرات الرقبة، مما أدّى إلى تنميل وضعف في اليدين وصعوبة في التوازن والمشي، إضافة إلى آلامٍ شديدة في الرقبة، وأظهرت النتائج بعد العملية تحسناً ملحوظاً في حالة المريض، حيث اختفت آلام الرقبة وعادت القدرة على المشي بشكلٍ طبيعي.
وتتفوق التقنية المطوّرة على أحدث الأساليب العالمية المستخدمة في هذا المجال، حيث تُسهم في تسهيل العملية الجراحية وتقليل المضاعفات المصاحبة، وهو ما كان يتطلب سابقاً إجراء عمليتَيْن من الأمام والخلف، مما يزيد من فرص حدوث المضاعفات وزيادة فترة الشفاء.
واستغرق تطوير هذه الدعامة الجراحية نحو 7 سنوات، حيث انتقل الفريق بين مراحل متعدّدة من الفكرة إلى التصاميم الأولية والثانوية، إضافة إلى تصنيع نماذج متعدّدة للجهاز وإجراء التحاليل والاختبارات اللازمة لضمان أعلى معايير السلامة والفعالية، وحصل الفريق على ترخيصٍ من الهيئة السعودية للغذاء والدواء؛ لاستخدام الجهاز سريرياً، ليكون بذلك أول جهاز دقيق مبتكر محلياً يحصل على هذا الترخيص.
كما حصل الفريق على براءتَي اختراع من المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع، ويعمل حالياً على تسويق الجهاز عالمياً بالتعاون مع شركات طبية متخصّصة، وأسهمت شركة هولندية في إنتاج التصاميم النهائية، بينما تمّ تصنيع الأجزاء بمساعدة شركات ألمانية متخصّصة في هذا المجال.
ويعد هذا الإنجاز بداية لتحوُّل مفهوم الإنجازات في الرعاية الصحية إلى إنجازات طبية مفيدة للمرضى، مع إمكانية تسويقها عالمياً وتحقيق عوائد اقتصادية، ويأمل الفريق في نجاح تسويق الجهاز بالتعاون مع إحدى الشركات الطبية العالمية، خاصة في ظل الاستحسان الذي لقيه من خبراء عالميين في جراحة العمود الفقري، مما يعزّز القدرة التنافسية للمملكة في هذا المجال.
ويعرب الفريق عن شكره للدعم الكبير والمتواصل الذي تقدّمه المدينة الطبية بجامعة الملك سعود، والذي أسهم بشكلٍ كبيرٍ في تحقيق هذا الإنجاز وعديدٍ من الإنجازات العلاجية والبحثية الأخرى.