الأديب : حسن الأمير
كالغيم والمزن كانت نون أحداقي
واليوم ..أجمع للنسيان أوراقي
هذي الرياح تباري صبر أشرعتي
والشوق يفضح في لقياكِ أشواقي
إذا تلفّتُّ لم أبصرْ سوى أملٍ
يكادُ ينزف في ذلٍّ وإطراقِ
وإنْ سكنتُ يثور ..الصمت يقتلني
وطيف أخيلتي استولى على الباقي
يا دمعةً نزلتْ أرختْ بنزلتها
لثامَ عينٍ بكتْ فداوتْ جرح آماقي
ما كان عذركِ إذْ أهرقتِ لي ألمى
أذكيتِ قافيتي..أخلفتِ ميثاقي
يا طير يا طير غرّدْ وامتطى فنَنًا
ما كان ذنبكَ لكن كان إخفاقي
غرّدْ فصبحكَ لا لحنٌ فيبعثهُ
سواكَ كيف يباهي الفجرُ إشراقي
ذكّرتني تمتماتٍ كنتُ أسمعها
الله من تمتماتٍ وحيها باقي
أحييت بي حُلُمًا يا نبض أخيلتي
لكنّ روحك كم ترنو لإشفاقي
وتستفيقُ مع الأيام سوسنةٌ
كأنها سُقيَتْ من ذاتِ أغداقِ
عجبتُ من قطراتِ المزنُ أحسبها
تنوي رضايَ فكان الخطبُ إغراقي
فعدتُ أجمع أحلامي وأخبرها
تلك السحابةُ لن تشفى بإحراقي
الملح يلمع عند البحر في وهجٍ
والموج يقتلهُ في ملبس الساقي
فلا شراعيَ قد يقوى وقد هدأتْ
تلك الرياح فهاتوا كل أشواقي
كم غيمةٍ تتدلى ما نظرتُ لها
يا ريح ثوري بما أخفتهُ أوراقي
الأديب الشاعر/
حسن الأمير