بقلم | ✍️ : إبراهيم بن محمد عواجي
قال تعالى: “يَأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع: (أيها الناس. ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى).
يقصد بالتعايش الديني: التعايش بين أفراد الديانات والثقافات، وذلك بالحسنى والمعروف وفقاً لما تفتضيه مصالح جميع الأطراف في أمور الحياة والمواطنة المشتركة.
إن التعايش بين المعتقدات الدينية المختلفة أمر موجود في العديد من بلدان العالم، وبعبارة أخرى، فإن التعددية الدينية هي موقف أو سياسة فيما يتعلق بتنوع الأنظمة العقائدية الدينية المتعايشة في المجتمع.
فديننا الإسلامي هو دين التعايش والتسامح والوسطية والاعتدال، ودين محبة وسلام تجاه الآخرين. فهناك الكثير من الأدلة التي توضح وتبين أن ديننا الإسلامي هو دين التعايش السلمي بين الشعوب لأنه يحث على حفظ كرامة الإنسان.
كما ينبغي الاتفاق والتسليم بأن كل النصوص المقدسة والفلسفات الإنسانية الكبرى لا تختلف فيما بينها حيال الإقرار والتسليم بأن المبادئ والقيم الإنسانية، مثل الكرامة الإنسانية والعدالة مثلاً، هي قيم قابلة لتصور التعاون والاشتراك في تحقيقها، مع بقاء الاختلاف الفكري والعقدي، الذي هو سُنة أخرى من سنن الحياة وحقائقها؛ ولكن، في الوقت نفسه، لا بد من الاتفاق، أيضاً، بأنه لا يقتضي التعايش بين أصحاب تلك الفلسفات والأديان والمرجعيات المختلفة؛ أن يكون على حساب التنازل في المعتقد الذي يمثل مرجعية الفرد لكل واحد منهم. بمعنى آخر، أنه، فيما دون التنازل على مستوى العقائد والمرجعيات العليا، هناك وجود لمساحة مشتركة وكافية لتفعيل مبدأ التعايش.
فدولتنا المباركة -أيدها الله – تدعو وتحث على ترسيخ قيم ومبادئ التسامح الديني والوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف وبين جميع أطياف المجتمع، حيث أنها من أهداف وتوجهات مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري الذي أنشئ في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز عام 2004م تعزيز ثقافة التعايش الديني والتسامح بين الأديان.
وقد أشاد زعماء الأديان العالمية بقيادة المملكة من خلال دعمها للتعايش بين المجتمعات واحترام خصوصية كل الثقافات وتحقيق السلام بين الدول.
إن عقيدة الإسلام تمنع الإكراه على الدخول في الإسلام، وتدعو للتعارف بين البشر، وإن الأصل في علاقة المسلم مع غيره هو الألفة والإحسان مع الناس جميعاً، وتؤكد العقيدة الإسلامية أن التحالف لإرساء القيم المثلى المشتركة بين الناس طريقاً شرعياً محموداً، كما أرست العقيدة الإسلامية أسس التعايش السلمي الضرورية لبنائه واستمراره.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.