إبراهيم بن محمد عواجي
الأيام الوسطى من شهر رمضان المبارك لها فضل كبير كذلك تمثل ذروة الاجتهاد في العبادة والاستمرار في الطاعة بعد أن اعتاد الصائم على الصيام والقيام.
فنجد أن لهذه الأيام أهمية عظيمة من أهمها الاستمرار في عمل الطاعات فنجد أنه بعد أن يمر الصائم بأيام رمضان الأولى ويتأقلم مع الصيام والعبادات تأتي الأيام الوسطى لتكون فرصة للاستمرارية والثبات على الطاعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم : “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”.
فنجد أن أهمية الأيام الوسطى في الشهر الفضيل تكمن أيضاً في تجديد النية وزيادة العبادات مثل قراءة القرآن والذكر والصدقة والإحسان إلى الناس.
تعتبر الأيام الوسطى جسراً هاماً للعشر الأواخر من رمضان فمن يحافظ على عبادته فيها يكون أكثر استعداداً للاجتهاد في العشر الأواخر وقيام ليلة القدر.
ومن الأعمال المستحبة فعلها في الأيام الوسطى من رمضان
الدعاء والاستغفار قال تعالى: ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
ومنها أيضاً المحافظة على الصلوات والنوافل حيث يمكن للصائم أن يستمر في أداء السنن الرواتب وقيام الليل فذلك يزيد من تقواه وقربه من الله.
كذلك من الأعمال المستحبة في هذا الشهر الكريم الإكثار من تلاوة القرآن لأنه شهر القرآن فالأيام الوسطى تكون أيضاً فرصة ذهبية لزيادة التلاوة والتدبر في آيات الله.
ومنها أيضاً الصدقة ومساعدة المحتاجين فالصدقة في شهر رمضان لها أجر عظيم ومن أفضل الأعمال في هذه الأيام تفريج كرب المسلمين وإدخال السرور على قلوبهم.
الأيام الوسطى من رمضان ليست مجرد فترة انتقالية بين بدايته ونهايته بل هي مرحلة مهمة لا ينبغي التهاون فيها فمن أحسن فيها العبادة واستمر في الطاعة نال بركة الشهر كاملًا واستعد للعشر الأواخر بروح قوية وإيمان متجدد.
فلنحرص جميعاً على اغتنام هذه الأيام المباركة بما يرضي الله عز وجل.
قال تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً)
