أخبار محلية

الشاعر منصور علي و سمراء الكرز

 

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

عندما نتحدث عن منصور علي ، يتبادر لذهن الأغلب منصور الفنان ، ولكن ما لا يعلمه البعض أنه كان شاعرا قبل أن يكون فنانا ، فما كان مني إلا أن استفهمت منه فقال :
الأمر أني ابتدأت الرسم فقط بهدف أن يعينني على رسم ما أضخ من مشاعر في قصائدي ، فقد بدأت كتابة الشعر منذ ايام مراهقتي الأولى ، ولإيماني بأن الشعر هو الوعاء التاريخي المستخدم عبر الأجيال لنقل الأدب والتراث ولعلمي بضرورة أن يكون هذا الوعاء نقيا صافيا فقد عمدت لدراسة كل ما من شأنه جعل قصائدي رصينة واضحة بليغة ونافذة لأعماق من يقرأها، فدرست العلوم المتعلقة بالشعر كالنحو والبلاغة والعروض والروي وغيرها ، وقرأت واقتنيت من الكتب ما يدعم هدفي الأدبي هذا.
متى بدأت كتابة الديوان وتجميع القصائد ؟
كتابي الأخير هو (بين يدي سمراء الكرز) وهو حصيلة سنوات من الكتابة ، انتقيت من هذه الحصيلة الشيء اليسير مما يمكن صبه في بوتقة عنوان كتابي وموضوعه ، فالقصائد بالديوان المنشور منتقاة وحتى الأبيات بها أيضا منتقاة من قصائد كاملة. ولعل بعض القصائد بالديوان لها تتمات غير منشورة بالديوان نفسه. والديوان وما يحتويه من مشاعر وكلمات كلها موجهة ، ولعل أغلب من يقرأه يحس أن الكلمات تمثله أو موجه إما منه أو إليه وهذا ما أعتبره نجاحا عطفا على التعليقات الكثيرة التي أتلقاها من الجمهور.
ماهي العقبات التي واجهتك في النشر؟
في نشر الديوان واجهت عقبات أولها خوفي من هذه الخطوة الجديدة علي تماما، أيضا عدم معرفتي بتفاصيل وإجراءات النشر زاد هذا الهاجس بداخلي، ولكن الأهم إقدامي على هذه الخطوة كان بتوفيق من الله قبل كل شيء وهو سبحانه من سخر لي أصدقاء دعموني بكل قواهم فآزروني وشدوا على يديّ فالشكر الجزيل لهم. في أيام النشر والطبع اصطدم حماسي واندفاعي بالجدول الزمني للطباعة وإجراءات دار النشر الروتينية، لكن بحمد الله تم الأمر بنجاح.
ما الفكرة التي تحاول نقلها في كلماتك وقصائدك ؟
في الديوان: ضخيت من المشاعر أصدقها، ولعل الكتاب هو لسان العاشق لمعشوقته ، حرصت أن أرسم هذه الصور الشاعرية الشفافة بأبسط لغة وابتعدت عن المفردات المعجمية أو القاموسية الصعبة وتجنبت التعقيد أو كل ما من شأنه أن يصنع الفجوة بين الشاعر والقارئ ، فاخترت من بحور الشعر ما يناسب توجه كل قصيدة وكل موضوع، لئلا تكون موسيقى قصائدي نشازًا في أذن متلقيها، أيضًا معظم القصائد احتوت وتضمنت على شفرات أو أسرار تحتاج تركيزا لحلها وسبر أغوارها إما بين السطور أو اشارت لها الكلمات والمعاني و لعل الأيام تكشفها للقارئ االمتمعن.
وفي وجهة نظري ، ما بالديوان من قصائد هي مجرد محاولات مني لرسم صور من أحوال وجدانية بكلام مموسق وموزون ، ولعلمي بأن البعض قد تعوزه الكلمات أحيانا للتعبير عما يحمل من شوق أو وجد أو حب فقد وجدت أن نشر الديوان سيكون مفيدا للبعض أو مبهجا لمن يعجبهم ما أحاوله من شعر أو كتابة.
من هم الداعمين ؟
بهذه الأيام للأسف كل من يملك المال فهو قادر على النشر، ولكن من يحمل الحس الأدبي فسوف يعيد التفكير ألفًا قبل اتخاذ قرار طرح نتاجه للعامة، لكي يبصر ديواني النور استندت على أحباب وقفوا مؤازرين لي ماديا ومعنويا ، أعطوني من وقتهم ومالهم وعلومهم ، أسأل الله أن يجزيهم عني خيرا.
مع العلم أن أغلب القصائد بالديوان ليست حديثة ولكن نشرتها لاعتزازي بها فهي تحمل في طياتها أجزاء جميلة من حياتي، وتتبعت آراء القراء بعد طرحها فوجدت زخما من الحب والإعجاب، قرأت ردود القراء قراءة الفاحص المستمع الواعي، وبحول الله ستكون هذه الردود خطوط واضحة للكتاب القادم بحول الله تعالى .
أنت مشارك في معارض دولية للكتاب فبهذا الصدد كيف كان تفاعل القراء مع الديوان والقصائد ؟
للأسف شارك كتابي وكلماتي نيابة عني مع دار النشر ولم أحضر الفعاليات الأدبية بجسدي لانشغالي بجدول زمني مسبق ، ومع ذلك تلقيت أصداء جميلة ممن اقتنى الكتاب ، ولهم جزيل الشكر .
وردنا ان الكتاب حقق نجاح في المبيعات ، هل توقعت هذا النجاح للديوان وهذا الكم من الناس المعجبة بالقصائد ؟
فعلا ، رغم أنها أول مجموعة شعرية أنشرها، وتوقعت أن أصادف العشرات ممن يقتنونها أو يقرأونها ، ولكن بفضل الله وجدت مئات المتابعين يحرصون على اقتناء نسخ الديوان بل وأكثر من نسخة ويتهادونها ، أدخلني هذا الشيء في دوامة من السرور وأيضا شجعني لإنتاج القصائد الجديدة التي تواكب طموح الطبقة المتلقية، وبفضل الله سبحانه الديوان اليوم متوفر في عدد من البلدان العربية ومجموعة من أهم المكتبات المحلية لعل أبرزها مكتبة جرير والمتنبي والمكتبة الوطنية وغيرها من المكتبات والمواقع الالكترونية وبسعر في متناول الجميع.

ذكرت أن المجموعة الأولى المطروحة هي مجموعة قديمة ، هل تنوي طرح مجموعة جديدة من قصائدك ؟
بحول الله تعالى ، فأنا أكتب بشكل شبه يومي ، أي موقف يصادفني أوأصادفه أرسم مشاعري المتعلقة بالموقف بقلم الشاعر ، ولكن أحاول إن شاء الله في المجموعة القادمة أن أختار شيء مغاير أو مميز مع تغيير في الأسلوب أو النوع بما يضمن مواكبة طموح كل من ينتظر مني قصيدة أو كلمة . وبحول الله تعالى أستجيب في القريب العاجل لمطالب العديد من المتابعين في إعطاء ورش عمل أو دورات في الكتابة الشعرية عبر تدريس بعض الأساسات للعروض والشعر ممزوجة بأسلوبي في الكتابة إن وفقني الله سبحانه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى