الكاتب /نبيه بن مراد العطرجي
المؤمن في هذه الدار الفانية مبتلى في كل شيء ( ماله _ ولده _ نفسه _ صحته ……. ) قال تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
هذا الإبتلاء نعمة من نعم الله ليختبر المرء من خلاله كيف يتعامل مع هذا البلاء ؟ ومدى صبره على هذا البلاء ، وتقربه إلى خالقه تبارك وتعالى ، وهو من مكفرات الذنوب وماحي السيئات ، وبه يعرف المؤمن الحق بالله من المجاهر بعبادته دون إيمان .
فالبلاء في هذه الدنيا هو أمر محتوم على كل العباد جميعاً وليس المذنبون فقط كما يعتقد البعض لأنها من أهم الاختبارات التي يتعرض لها الإنسان في حياته وعليه الصبر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) ورى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) .
قال وهب بن منبه : لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ، ويعد الرخاء مصيبة ، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء ، وصاحب الرخاء ينتظر البلاء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) .
ومن الأمور التي نرجوا من الله أن يخفف بها عنا البلاء الذي نحن فيه رفع الكفوف لله عز وجل والألسن تلهف بالدعاء ، والإكثار من النوافل في عتمة الليل .
وما نحن فيه من بلاء أمر مقدر منذ الأزل لا فرار منه ، والواجب علينا أن نتعامل معه بما يتناسب له كما أمرنا ربنا تبارك وتعالى وأوضحه في منزل التنزيل ، والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ويعد أول وأهم هذه الأمور بعد ذلك السمع والطاعة لولاة الأمر – حفظهم الله – فهم أصحاب نظرة صائبة أكرمهم بها الرحمن الرحيم ليصونوا بها أرض الحرمين التي تميزهم عن غيرهم من حكام المسلمين ، فما قاموا به — رعاهم الله – من أمور إحترازيه وقائية للحرمين الشريفين والتعليم ….. وغيرها لا يفهم ولا يعي أفراد الشعب مفرداتها ، وما الهدف منها لكونهم ليسوا أصحاب قرار ، ولا يملكون ما تملكه الدولة من أفكار نيرة ، ورجال أكفاء يقومون بأعمالهم على خير وجه ، ومن ثمّ ينبغي البعد عن القيل والقال بكلام لافائدة منه سوى البلبلة والشوشرة
المستفيد منها أعداء ديارنا وحكامنا .
اللهم أحفظنا بحفظك ، وأرعانا برعايتك ، وأرفع عنا الوباء الذي أصابنا فإنك على كل شيء قدير .