مودة الفؤاد
نداء إلهي منذ أكثر ١٤٤٠ عاما لكافة خلقه من الإنس { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }
ليكملوا بهذه الشريعة الركن الخامس من أركان الإسلام { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }
فهو رغم أنه مكمل لأركان الإسلام إلا أنه ليس فرض لمن لا يستطيع القيام به .
الحج مؤتمر عالمي سنوي يجتمع فيه كل الناس من مختلف الجنسيات بعقيدة واحدة ، ولباس موحد ، لا فرق فيه بين أبيض وأسود ، وبين غني وفقير فآلية نمطه واحدة للجميع .
وقد حَظِّي آل سعود حفظهم الله بخدمة الحرمين ورعاية هذا الموسم الديني الفريد الذي لا مثيل له .
ففي كل عام بعد عيد الفطر المبارك تستعد الدولة بكامل طاقتها للبدء في استقبال حجاج بيت الله الحرام ملبين دعوته التي فرضها مرة في العمر على من اكتملت به أركان وشروط الحج .
العام هذا ١٤٤١ مختلف عن باقي الأعوام المنصرمة ، فالوباء المنتشر الذي أجتاح العالم أجمع جعل ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم بعينه التي لا تنام أن يقننوا عدد الحجاج لهذا العام خوفا على عباد الله من تناقل العدوى ، وازدياد انتشار الفايروس وما يتبعه من سلبيات لا تحمد عقباها .
هذا الاهتمام ورعاية مصلحة الحجاج والمعتمرين والزائرين ليس بمستغرب على ولاة أمرنا حفظهم الله ، فقد سخرهم الله لرعاية الحرمين الشريفين ، والحفاظ على الشريعة الإسلامية ، وإقامة حدودها ليبقى هذا الدين إلى ما يشاء الله .
الجيش الأبيض هم أصحاب الأولوية في أن تمنحهم الدولة تصاريح استثنائية لحج هذا العام كونهم قدموا أرواحهم فداءا للوطن ومن على ثراه من أفئدة ، فهم أولى الناس أن يكونوا مهللين مكبرين ملبين بصعيد عرفات فائزين بالوقوف بالمشعر الحرام .
حج عامنا هذا حج مميز لمن كتب له الحج .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وأزال رب العالمين الغمة عن هذه الأمة ، وكتب لنا أجر الحج ، وجعلنا من أهل الفردوس برحمته وعفوه وغفرانه .
*نبيه بن مراد العطرجي*