مقالات مجد الوطن

تكريم

محمد الرياني

توشكُ الطاولات أن تلقي عن سطحها الملاعق وقطع السكر المختبئة في القراطيس كمفاجأة سعيدة ، تكاد المقاعد أن تهتز طربًا وتنتشي من هول المشهد، يكتفي الشارع الممتد أمام الجميع بارتداء الألوان الصفراء القادمة من رؤوس المباني، كؤوس من الشاي تصطف بأناقة كي يتألق المكان، عقدُ فلٍّ يتضوَّع حول الدوائر التي تحلق حولها المستأنسون، تسري أنفاسه لتتسلل بين الأحياء الصامتة في آخر الأسبوع، أسألُ نفسي عن آخر مرة وقفت فيها تتنفس بعمق من أجل هدية غالية، أو جوارًا يمنحك التقدير! لأول وهلة شعرتُ بالارتياب من فخامة المكان، تأتيني البشرى لتنصب الفرح على قارعة الطريق، لتجعل من التشكيل والألوان وجوهًا سعيدة، وابتسامات لاتمل من الابتسام وإطلاق السعادة دون توقف، هي ليلةُ بشرى حين تنسج من المواقف جدائل من فل، وعقودًا من ورود متعددة الألوان، هي التي تأتي بالتكريم من أبواب الحدائق الغناء أزهارًا ندية قبل أن تغرد عليها العصافير ليغرد عليها محبو السعادة وعاشقو البهجة وصانعو الحدث، ليلة استثناء في معرض الفن التشكيلي، كل شيء جعل المساء جميلًا، اللوحات، التنظيم، الحضور الأنيق، كلمات التحفيز، الأسماء التي تتردد في المكان : إبراهيم وصالح وعبدالعزيز ووسيم وحسين وبشرى وريم، منظومة النجوم التي تكونت على الأرض لتصنع منها سقفًا عاليًا يضيء بالنجوم، كانت ليلة فريدة، سأجعل من تكريمي عنوانًا للجمال أقرأه في كل وقت ليكون للفرح ألف معنى ومعنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى