مقالات مجد الوطن

( عقوق )

 

حيت علي بطرف العين وانحدرت
من عينها دمعة تغني عن الكلم

ظننتها قد شكت شوقا بها فبكت
فكان ماكان من هم ومن ندم

وجاء من خلفها شيخ يئن وفي
عروق كفيه مثل السم في الدسم

سألتها وكأن الصبح يؤنسها
ووحشة الليل تسقيها من السقم

قد نام من نام إلا عينها سهرت
والشوك في الرمل أدمى باطن القدم

ماذا أصابك رق القلب سيدتي
أم قد أضعت بقايا البهم والغنم

قالت أنا وأبي والخوف ثالثنا
والفقر والجوع في موج من الظلم

كل تولى وأمسى خلف زوجته
إلا أنا في عيوني الهم لم ينم

لم يبق من مالنا شيء نسد به
مرارة الجوع أو شيء من العدم

أبي ملابسه صارت ممزقة
مرت عليها سني العمر من قدم

تخالطت عبرات الحزن وابتسمت
كأنها قد رأت جيشا من الخدم

أسقيتها كأس ماء فاستراح لها
قلب وأجهش ذاك الصدر بالنسم

حملت والدها إذ قال مبتسما
بني رفقا بجلد يابس ودم

عروقه قد علت كفيه بارزة
وظهره قد رماه الجوع للألم

وعدت أسأل نفسي والدموع لها
خطان في كل خد أيقظت هممي

تشكو عقوقا إلى المولى فقد جنحوا
عن فطرة الدين والأخلاق والقيم

حفظتها من أبي من بر والدة
أو والدا بره الأبناء كالديم

نقشتها فوق صدري مذ علمت بها
وحكمة قد جرت كالشهد فوق فمي

شعر متنبي العصر
أحمد حلواني القنفدة
غادة الساحل الغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى