قد يظن الزائر -للوهلة الأولى -لمستشفى الحرث العام والمعروف بمستشفى الخوبة وهو الاسم السائد لدى غالبية أهل المنطقة أن زيارته تلك هي ذات الزيارة لأي مستشفى آخر شأنه شأن باقي المستشفيات الأخريات لكن نظرته حتماً ستتغير بمجرد الوصول إلى رجل الحراسات الأمنية ومن ثم الإذن له بالعبور نحو الأقسام وبالتالي سيقف احتراماً كما وقفت وسيصفق إعجاباً كما صفقت لتلك التغييرات الإيجابية التي طرأت على هذا الصرح ليس هذا فحسب بل مرونة الأداء وسلاسة التعامل والبشاشة التي يستقبلك بها أولئك القائمون على خدمة المرضى والمراجعين داخل هذا المبنى ناهيك عن المتابعة الدقيقة من قبل مدير المستشفى تاركاً كرسيه ليقف على كل صغيرة وكبيرة .
حقيقة سرني مارأيت حين كنت أوزع نظراتي هنا وهناك فظننت أن هذا اليوم يصادف زيارة أحد مسؤولي وزارة الصحة حيث الاستعدادات والتجهيزات الفائقة فأخذني الفضول قليلاً لأسأل أحد المراجعين الجالسين إلى جانبي عما يجول بخاطري مما أشاهده فقاطعني بابتسامة وقال : لاتتعجب إنه خالد الحارثي مدير المستشفى هو من أحدث تلك النقلة النوعية التي تراها اليوم .
لم ألبث طويلاً في صالة الانتظار ، قررت الوقوف عن كثب كي أمتع سمعي وناظري فأكون شاهداً على بعض ملامح التغيير ، ولا يذهب خيالك بعيداً عزيزي القارئ فلست أعني بالتغيير ذاك الذي نظنه يسلط الأضواء على جمال طلاء الجدران أو التأنق في اختيار الديكور والأثاث ، وإنما عنيت مارأيته من المدير وجميع المنسوبين داخل حرم المستشفى من الوقوف على راحة المراجعين المرضى وذويهم وتسخير كافة الإمكانات لهم بكل سهولة ويسر .
ليس هذا فحسب بل تجاوز الأمر الجانب الإنساني والواجب كذلك إلى حدود المعرفة والاستفادة من الكفاءات العاملة في مجالات التقنية بإلغاء التعامل الورقي تماماً واستحداثه إلكترونياً وهذا مالم أشاهده في أي مشفى آخر .
لقد جعلت حكومتنا الرشيدة المواطن نصب عينيها وأولته اهتماماتها في كل شيء ومن بين أولوياتها القطاعات والمرافق الصحية في كل المحافظات ومستشفى الحرث العام كان أحد أهم المنشآت التي كفلت تقديم الرعاية المتكاملة لأبناء المحافظة وغيرهم ، والذي بدوره ساهم في تخفيف الضغط على مستشفى صامطة بشكل كبير وملحوظ .
حقيقة فإن أبناءنا السعوديين لايقلون عن غيرهم كفاءة وبالفعل فقد أثبتوا جدارتهم في شتى المجالات وهذا مايدعونا للفخر والاعتزاز .
في مستشفى الحرث تعلمت دروساً يجب أن تدرس .
في مستشفى الحرث وتحديداً تعلمت أن الإدارة ليست منصباً أو تشريفاً بقدر ماهي مسؤولية وتكليف لخدمة الناس وقضاء حوائجهم.
شكراً خالد الحارثي .
شكراً لكل الأفراد العاملين من أطباء وممرضين وإداريين .
أخيراً عرفت معنى العبارة التي تقول:
الرائعون وحدهم ، هم القادرون على إحداث الدهشة في زمن الرتابة والملل.
بقلم/ إبراهيم حسين دغريري