مقالات مجد الوطن

لكن

!

محمد الرياني

وكما أخبرتْني فيما بعد أنها كانت تريد الباب الأيمن فخرجتُ إليها من الباب الأيسر ، يبدو أنها تضمر شيئًا ما دسَّتْه في الظلام كي لايراه أحد ، الجانب الأيمن معتمٌ بالنسبة لها، أرادت للمفاجأةِ عنوانًا فلم يُكتب لها الخروج، الباب الايسر بالنسبة لي يناسب سذاجتي المعتادة ، وعلى الرغم من كامل أناقتي التي تلازمني دومًا إلا أنَّ شيئًا من التوَدُّدِ لم يحدث لي عندما عكستْ سيرَها بسرعة، قلبي المثقلُ بالألمِ بقيَ ساكنًا كسكون الليل الذي حضر معنا بهدوء ، قالت على عجَلٍ وهي تنظر إليَّ بنظراتٍ مضطربة : بابك الأيسر دمَّرَ كلَّ مخططاتي، يبدو أنك أذكى مما كنتُ أتخيل، أو أنَّكَ ساذجٌ لدرجةٍ غيرِ معقولة، عدتُ إلى البابِ لأغلقه على نفسي كي لاتحدثَ كارثةٌ لم يسبق لي فعلها، دارت على نفسها كمهزومٍ مغرور، تركتْني أتصببُ عرقًا على الرغمِ من برودةِ الجو، احتلْتُ على نفسي لأطردَ الموقفَ الطارئ، نظرتُ إلى نجمةٍ جميلةٍ وكأنها للتوِّ نبتتْ في الطبَقِ العلوي الذي يعجُّ بالنجوم، قلتُ في نفسي ما أشبهَ هذه النجمة البعيدة بنجمة الأرضِ المرتبكة! ولكنَّ النجمةَ التي هربتْ مني لامستْ بعضَ بعضي وغادرتْ في لمحِ البصر، أردتُ أن أفتحَ البابَ الأيمنَ كما رغبتْ هي ولكني فشلتُ في انتزاعها من جديد ، يبدو أن حلمي امتدَّ حتى الصباح، بينما بقيَ ساكنًا في بصري المتعبِ من الليل الطويل حركةُ النجمةِ الجميلة ووقع ُخطواتُها التي انطلقتْ وأنا أطردُ طرفَ فستانها لأتشبث به ولكن!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى