مقالات مجد الوطن

على حَافَّةِ الألم: قصيدةٌ لا تموت

 

للحمـــدِ للشكــرِ للأوجـــاعِ للألَـمِ
سَجِّـلْ شعوري وعَبِّــرْ عنهُ ياقلمي

تلكَ الحقيقةُ في نومي حَلِمتُ بها
وطَابَقَتْ كلَّ مـاعايشتُ في حُلُمي

رأيتُ أنِّيَ في المشفى غَـدَوتُ إلى
جِوارِ زوجي وروحي خائفٌ وظَمِي

أُقَـبِّــلُ الكَفَّ أبكي والمــدَامِــعُ في
خَـدِّي، وعَينَيَّ حتى الصبحِ لم تَنَمِ

لكنَّني بعـدَهـا استيقضتُ ذاهلــــةً
عندَ الطبيبِ وموتي شِبهُ مُنحَسِـمِ

كانتْ علاماتُهُ في الجسمِ ظاهـــرةً
كأنَّمَا في حِيَــــاضٍ للمَنُـــــونِ رُمِي

تَنَمَّلَتْ كـــلُّ أطـــرافي وفي عَرَقِي
غَرِقتُ والبَــردُ لا يَنفَــكُّ من قَدَمي

والروحُ تَجتَــرُّها الأوجــاعُ عابثــةً
بِعُمــرِ جسـمٍ طريحِ الأرضِ مُنهــزمِ

والقلبُ يرقـصُ مذبــوحـاً ويعزفني
بلحــنِ نبضٍ حزيــنٍ غيـرِ مُنتظـــمِ

وكــلُّ مـــن زارني وَدَّعتُــــــهُ وأنــا
بالمـوتِ مُيقِنَـــةٌ يَجتَـــاحُنـي ألَمِي

إنْ قالَ لي بعضُهم أُوصِيــهِ أحزنني
وجَمَّدَ الحرفَ في ثغري وجَفَّ فَمِي

كأنني لــم أكــنْ بالأمسِ شاعــــــرةٌ
ولا شِفَاهي ارتَوَتْ من غيمــةِ الكَلِمِ

أمسيتُ مابيـــنَ عزرائيـــــلَ يرقبني
وهاجسٍ خائــفٍ من رَهبَـــةِ الظُّلَــمِ

إذا التَفَتُّ يميــــاً مــــارأيتُ سِــــوَى
قصيـــدةً كنتُ قــد سَجَّلتُـها بِــدَمِي

حزينـــةَ الحـرفِ لم أُكمــلْ مقاطِعَها
تقـــولُ هَيَّــا اكمليني يرتـــوي نَهَمِي

وفي يســـاري لعزرائيـــلَ صورتُـــــهُ
يلهُـــو مع صِبيَــةٍ في ساحـةِ العَــدَمِ

كأنَّــــهُ نَاظِـــــرٌ أمــــــراً لِيَفتُـــكَ بي
وقد بـــدا كَعَــــــدُوٍّ شِبـــهِ مُنتَقِـــــمِ

قضيتُ يوميــنِ -لا كــانتْ دقــائــقُـها-
في حضرةِ الموتِ أستجدي يدَ السَّقَمِ

كأنَّ للــــــــهِ في ماصـــــارَ حكمتَـــــهُ
لكلِّ عبــــدٍ تعَـــالى اللــــهُ من حَكَـــمِ

أذاقني اللــهُ طعــــمَ المـــوتِ أنذرَني
كي لا أُقابِــلَ صـوتَ الحــقِّ بالصَّمَــمِ

أو أستهيــنَ بعمــــري فالحيـــاةُ لهـــا
حــقٌّ وعمــرُ الفتى محســوبُ بالرقـمِ

قـد كنتُ أدعــو على نفسي وأدفعُهــا
للموتِ في موقــفٍ باليـأسِ مُزدحـــمِ

واليــومَ أدركتُ مامعنى الحيــاةِ ومـا
لصحـــةِ الجسـمِ من قَــدرٍ ومن نِعَــمِ

وأحمـــدُ اللــــهَ شافـــاني وأنقــــذني
عنــد الخروجِ وعـافى من نزيفِ دَمِي

كانَ الطبيبُ لــهُ قد حَــــارَ واندهشَتْ
أفكــارُهُ مــن نزيفي والجميــــعُ عُمِي

لكــنَّ ربي لطيــــفٌ بالعبـــــادِ وقــــد
أقسمتُ مهمـــا يكـــنْ حالي بِمُنكَتِـــمِ

أنْ أشكـــرَ اللــــهَ إنَّ اليـــأسَ مَهلَكَــةٌ
وواجبي أنْ أَبَــــرَّ اليــــومَ بالقَسَـــــمِ

الحمدُللـــهِ زالَ البَــــأسُ وانطفـــــأَتْ
مــواجعي فافــرحي يانفسُ وابتسمي
نجلاء عبدالله العريفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى