مقالات مجد الوطن

مات أحمد رز

 

 

ضيف الله مهدي

 

ماتت الطيبة والنقاء والطهر والإنسانية والإبتسامة الصادقة .. الأخ الذي لم تلده أمك ، العضد والسند والرجولة والقيم والأخلاق . في أي وقت تلتقي به لا يستقبلك إلا بابتسامته العذبة الصادقة ، يبادرك بالسؤال عن حالك وحال أسرتك وصحتك قبل أن تصافحه .. يا أيها الإنسان العظيم رحلت وكلنا سنرحل .. لكن رحيلك أصابنا بالألم والحزن . الطيبون يرحلون مبكرا !!.

أحد زملاء الدراسة في المدرسة الجندلية ولكنه كان متقدما عني بسنتين أو ثلاث .

عرفته أكثر عندما التحقت بفرقة الكشافة وأنا في الصف الأول المتوسط عام ١٣٩٦هـ.

كنت أنا والمقدم محمد أبو هادي ابن عمتي يرحمه الله وعلي كميت ومحمد مستور يرحمه الله وأحمد غوى وكثير من الزملاء في أعمار متقاربة ، وكان الأخ أحمد رز وهادي معلم وعداوي عازب والأسود طميشان رحمه الله أكبر منا وفي الصف الثالث المتوسط فتعاملوا معنا تعامل أخوي ، كأخوة صغار لهم . نجح أحمد من المتوسطة وغاب حتى التقينا مرة أخرى وهو في مستشفى بيش رئيسا لقسم الأشعة . كنا نلتقي باستمرار ودائما يسأل : كيف حالك يا ضيف ؟!.

كتبت عن أعلام من بيش ، ومن ضمن أولئك الأخ والصديق والزميل الأستاذ أحمد بن عبده أبو علة ، المعروف عندنا ( أحمد رز )، فني الأشعة.. وكانت بيننا اتصالات علشان هذا الموضوع وكان يرفض أن أكتب عنه تواضعا ، وحلفت لأكتب عنه وأقدمه للناس ، فقال : اكتب الذي تبغى تكتبه وبعد الحاح أرسل لي رابط حفله الذي عمله له زملاؤه في مستشفى بيش العام . والحقيقة لم أشاهد اليوتوب .. والتقيت به في جامع الأوقاف وعاتبته : ما ترسل لي نبذة عنك حتى أقدمك ؟! ، فرد أرسلت لك . ولكن كنت أحسب الرابط فيه الحفل والكلمات التي ألقيت والهدايا فقط .. ثم بعد فترة فتحت الرابط ووجدت له سيرة عطرة مختصرة في الرابط . وفجعنا جميعا نبأ وفاته قبل أن أقدمه للناس ليسعد هو وأحبابه بما كتبته عنه ، فالبارحة هاتفني الأخ محمد عقيل أبو شائقة ليصدمني بخبر وفاة الطيب الإنسان الأستاذ أحمد رز . فتدامعت عيوني حتى لم أعد أرى الحروف وأنا أكتب عنه ، واليوم أكمل ما بدأته .

ولد فني الأشعة الأستاذ أحمد بن عبده أبو علّة بمحافظة بيش عام ١٣٧٦هـ . درس المرحلة الابتدائية بالمدرسة الجندلية ، مدرسة بيش الابتدائية . ودرس المرحلة المتوسطة في مدرسة بيش المتوسطة. ثم غادر وشد الرحال من عروس الوادي الأخضر ( بيش ) إلى عروس البحر الأحمر ( جدة ) ويكمل دراسته في المعهد الصحي الثانوي . وتخصص ( أشعة ) وبعد تخرجه تم تعيينه في مستشفى نجران عام ١٤٠٢هـ، فني أشعة وبقي به حتى عام ١٤٠٤هـ ، لينتقل لمستشفى الملك فهد المركزي بجازان ومكث به ثلاث سنوات ، ثم في عام ١٤٠٧هـ ، انتقل إلى مستشفى صبيا العام وبقي به عامين وفي عام ١٤٠٩هـ انتقل إلى مستشفى بيش العام وبقي به حتى عام ١٤٣٥هـ، حيث تقاعد وترجل الفارس عن صهوة جواده .. خلال عمله بمستشفى بيش العام تولى رئاسة قسم الأشعة من عام ١٤١٢هـ حتى عام ١٤١٦هـ.. وفي يوم الأربعاء الحزين وفي مستشفى الأمير محمد بن ناصر المركزي بجيزان ١٤٤٥/٧/٦هـ انتقل إلى رحمة ربه ، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مسكنه ومأواه وألهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى