محمد الرياني
داهمه المرض فجأة منتصف النهار، جلس تحت الشمس لتضرب عنه الوجع، الناس يهربون من لفحها وهو يطلبها المزيد لطرد البرد، شعر بالدفء على الرغم من الألم، ذهب إلى غرفته، غابت الشمس وهو يرجوها ألا تغيب كي يعود إلى سطور وصفتها، توجد بجانبه سلة بيضاء بداخلها كيس رمادي لاستقبال حالات الاستفراغ التي صاحبت ألم الرأس، ومع السلة بعض الأصابع المتتالية التي تمنع النبض المتدفق من فورة الغضب الداخلي، كان على موعد في حفلة تاريخية، انتظروه بشغف لحفلة ظل يمني النفس لحضورها، انقطع صوته واتصاله عن العالم الخارجي ، بات في الظلام والهدوء الذي خلفه انطفاء جهاز التكييف، الصغيرةُ التي كانت ترتمي بجواره كي تنام لم تكن حاضرةً مشهدَ الوجع، جاءت متأخرة، أخبروها أنه يتقلب من الالم، جاءت إليه وسألته عن المستشفى والطبيب، وعن الإبرة كبيرةً أم صغيرةً، وهل يخاف من الإبرة؟ أفادها بأنه لم يزر الطبيب، قامت نحو سلة بها أدوية، أحضرت دهانًا تدربت على استعماله منه، وضعت بعضًا منه على جبينه ومررت أصابعها الصغيرة، شعرت بارتياح وهي تراه ينام ويدها على رأسه ، نامت إلى جواره ، ولى الظلام، أحس بالارتياح بعد ليلة عصيبة، وضع يده على رأسه، شمّ رائحة يده وبها أثر أصابع الصغيرة، لم يشأ أن يقبّلها ليوقظها، اكتفى بوضع يده على نكهة الصغيرة.