في استجابة موفقة لمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير التي دعا من خلالها لإرساء السلم المجتمعي رافعاً شعار ( إصلاح القلوب قبل الدروب ) بادر مجموعة من شباب قبيلتي آل حسين وآل عمر ببللحمر بالتعاون مع نواب القبيلتين بإرساء السلم المجتمعي وتعزيز مفهوم الاصلاح وتقريب وجهات النظر بين القبيلتين بعد خلاف في بعض الشئون القبلية لفترة مضت ليضربوا أروع الأمثلة لمجتمع متحضر ينبذ الخلافات ويدعوا للتلاحم والتقارب والألفة
وحول هذا النموذج الراقي والتحول المتحضر للمجتمعات القبلية نستطيع أن نرصد الكثير من الايجابيات لعل فيها ما يكون حافزاً ينطلق منه الجميع نحو مجتمع مثالي
• كانت مبادرة صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير مشعل نور سار على سنا نوره أولئك الشباب ليعيدوا لمجتمعهم صفاء النفوس وجمال العلاقات الأخوية ، خاصة وان سمو الأمير قريب من الجميع ومبادر في كل ما من شأنه بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة لإرساء سلم مجتمعي يسمو بأفراد المجتمع فوق الخلافات ، ويتطلع للمشاركة في رؤية الوطن بدور فاعل ومسئولية واعية
• نواب القبيلتين لديهم من الإحساس بالمسئولية والاستجابة لمبادرة سمو أمير المنطقة ما ساهم بصورة فاعلة في تحقيق أهداف مبادرة الاصلاح واختصار المسافات الزمانية ليصلوا إلى كلمة سواء ويعيدوا ترميم العلاقات الاجتماعية بكل جدارة
• المبادرون هم من أبناء القبيلتين ومن اصحاب الفكر والمسئولية و العزيمة ولم ينتظروا أن يأتي من خارج مجتمعهم من يعيد ترميم العلاقات وبناء الاصلاح ، وإنما تصدوا لدورهم تجاه مجتمعهم بكل تجرد وبكل مسئولية ، ومما يحسب لهم أنهم قد وضعوا مبادرتهم بكل شجاعة على الحياد وقدموا منطق العقل والحق والعدالة مما جعل المجتمع يحترم دورهم ومهمتهم ليسيروا جميعاً نحو تحقيق الأهداف المرجوة لهذه المبادرة
• أن المجتمعات لا تخلو من بعض العابثين بالسلم المجتمعي والباحثين عن نقاط الخلاف ليشعلوا في هشيمها النار، وإن لم يجدوا من يكبح جماحهم ويوصد الأبواب في وجوههم فإنهم يستمرون في غيهم ، أولئك من معطلي التنمية والتقدم ورقي المجتمعات ، ولعل في هذا النموذج الراقي ما يؤكد للجميع أن اليد التي تبني إذا صدقت واخلصت فإن أيادي الهدم تتصاغر وتخرج صفراً ولا تجد لها مكاناً في مجتمع ينشد السلم ويسعى للمشاركة في بناء وطنه وتبنِّي رؤية بلاده بكل اعتزاز وفخر
ومما لا شك فيه أن هذا النموذج يُعد واحداً من نماذج نسمع عنها ونشاهد بصماتها في مجتمعاتنا كمبادرات فيها من الاستجابة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 ما يجعل المواطن جزء فاعل في مسيرة البناء والتنمية ، تلك الرؤية التي جعلت من المواطن السعودي شريكاً وركيزة اساسية في بناء مستقبل الوطن ورسم معالم التنمية والتغيير
إن مجتمعاً يصل ابناؤه إلى هذا الحس الوطني المتفرد لمجتمعٌ بلغ من الوعي والتفاعل ما يجعل كل متربص وحاقد يعيد حساباته آلاف المرات قبل أن يقف موقف الند أو الضد ، ولذلك فإن قيادة المملكة العربية السعودية أعادت بناء الرؤية بناء على الثقة المتبادلة بين القيادة والمواطن فجعلت من الإنسان السعودي صخرة تتحطم عليها آمال المرجفين والحاقدين وكل من تساوره الأماني الباطلة للنيل من مقدسات وأرض وقيادة ومواطني المملكة العربية السعودية .
محمد عبدالرحمن آل دغيم