حي على الصلاة. . . حي على الصلاة
نداء لتلبية فريضة أدائها مع جماعة المسلمين في بيت من بيوت الله تعالى فترتاح النفس ، وتدخل البهجة والسرور لها .
فالصلاة عماد الدين وأول أركان الإسلام ، وأول ما أوجبه المولى على العبد من العبادات ، ومن تركها متعمدآ أو كسلآ غير جاحد الوجوب فقد كفر كفرآ أكبر .
لذا كانت المحافظة على الصلاة من أهم الأمور في حياة المسلم التي يجب المحافظة عليها في وقتها مع جماعة المسلمين تلبية لنداء الله وأمره .
والصلاة جماعة ينبغي فيها تسوية الصفوف فعن أَبي مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول اَللَّه صلى اَللَّه عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول : ( استولوا ، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) رواه مسلم
وقد أورد الإمام البخاري رحمة الله في صحيحة [ باب إثم من لا يتم الصفوف ] وأورد فيه بسنده عن بشير بن يسار الأنصاري عن أنس بن مالك أنه قدم المدينة فقيل له : ما أنكرت منَّا منذ يوم عهدت رسول اَللَّه صلى اَللَّه عليه وسلم؟
قال : ( ما أنكرتُ شيئا إِلا أَنَّكُمْ لا تقيمون اَلصُّفُوف ) رواه البخاري ، وفي رواية للبخاري : ( سووا صفوفكم فَإِنَّ تسوية الصفوف من إِقامة الصلاة )
والقولُ الراجح في هذه المسألة تسوية الصف هو : وجوب تسوية الصف ، وأنَّ الجماعة إذا لم يُسَوُّوا الصف فهم آثمون ، وهذا هو ظاهر كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمة الله .
ومع بداية انتشار جائحة كورونا وما رافقها من فرض التباعد وشمل ذلك صفوف المصلين وأستمر الوضع على وجوب التباعد بين المصلين إلى يومنا هذا من باب الحفاظ على صحة المصلين والتشدد الكامل في ذلك ، وإلزام المصلين بلبس الكمامات والتباعد المستمر الذي فقد الصلاة خشوعها .
ندعو الله عز وجل أن يمن على جهات الاختصاص بإصدار تعليماتهم برفع إلزامية التباعد في صفوف المصلين ببيوت الله لتستوي وتتحاذى الكتوف والأكعب مع بعضها البعض وتنزل السكينة ويعم الخشوع كافة المصلين قال الله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } وينطبق على جماعة المصلين مسمى جماعة لأنها تجتمع فيما بينها وبين الإمام ، ولا يكون ذلك في التباعد .
اللهم أرفع عنا هذا الوباء ، وأعد لنا حياتنا بطبيعتها السابقة إنك على كل شيء قدير .
نبيه بن مراد العطرجي