بقلم / خالد الفريجي
بين دائرة الحياة اليومية التي نسبح بين شواطئها ونبحر في أعماق أعمالها , يظهر لنا بصورة واضحة ما نعيشه من مسؤولية اجتماعية ومن مسؤوليات وواجبات حياتية , سواء كانت هذه المسؤولية اتجاه أنفسنا أو اتجاه أسرنا ومجتمعاتنا.
فما هي المسؤولية الاجتماعية؟ وما أهميتها ؟ وما أثرها على الفرد والمجتمع ؟
إن المسؤولية الاجتماعية مجموعة من الواجبات والمهام وقعت على عاتق الفرد أو المجموعة مما توجب عليهم الالتزام بتحقيق تلك الواجبات وهذه المهام مما يحقق بين جوانب الحياة ما يسمى بالتوازن والنجاح المجتمعي
ولعل المسؤولية المجتمعية رسالة بالغة الأهمية قد تعيش بداخلنا كنظرية أخلاقية يتولد منها دافعية الفرد نحو كل شيء إيجابي لتحقيق النجاح والطموح مع ذاته ومجتمعه , فبدون المسؤولية المجتمعية لن يكون هناك توازن حياتي ولا نجاحات محققة بل قد لا نجد السلام وقد نعيش في فوضى عارمة لأننا تخلينا عن مسؤولياتنا ومهامنا وواجباتنا
فقائد السيارة إذا تخلى عن مسؤولياته الاجتماعية والتزامه بقواعد السير أدى ذلك إلى وقوع الحوادث , والمعلم إذا تخلى عن مسؤولياته الاجتماعية تجاه طلابه أدى ذلك إلى انتشار الجهل , والمهندس إذا تخلى عن واجباته الاجتماعية أدى ذلك إلى كثرة الهدم وسوء التخطيط , والطبيب إذا تخلى عن واجباته ومسؤولياته الاجتماعية أدى ذلك إلى انتشار الأمراض والأوبئة وسوء الحالات الصحية , وربما لو تخلى الأب والأم عن مسؤولياتهما في تربية الأبناء ورعاية الأسرة لصارت الأسرة إلى التفكك والطرق المظلمة .
والمسؤولية الاجتماعية لا تقع على منظمة أو مؤسسة أو هيئة أو فرد كل بمفرده ولكنها مجموعة من التروس والحلقات المتصلة مع بعضها يشد بعضه بعضا ويقوي بعضه بعضا لتصل بنا إلى تحقيق التنمية والرخاء والتطور والازدهار على مستوى الفرد والمجتمع
ومع ازدياد التطور التكنولوجي الهائل الآن بين المجتمعات والذي جعل من العالم قرية صغيرة لا ننكر أبدا أن دور المسؤولية الاجتماعية لكل شخص في المجتمع صغيرا كان أو كبيرا أصبح يتطلب قدرا عاليا من الوعي والفهم لحجم الواجبات والأدوار والمهام تجاه نفسه ومجتمعه وإلا تناسينا في ظل هذه الطاقة التكنولوجيا المتدفقة مبادئ المجتمع التي بني عليها وأصبحنا بلا مسؤولية وبلا هدف ومن ثم نصل إلى حالات انخفاض في التنمية وقلة الإنتاج والتراجع الاقتصادي
فكلنا مسؤول عن دوره بنفسه سواء فرد أو شركة أو قطاع أعمال أو مؤسسة حتى نصل للمكانة التي نطمح إليها بين دول العالم ولن يأتي ذلك إلا بالوعي الاجتماعي والتعرف على قيمة حجم المسؤولية الاجتماعية بيننا , ولذلك كلما كان المجتمع يمتلك قدرا كبيرا من المسؤولية الاجتماعية لن تجد فيه نماذجا للفساد سواء المالي أو الإداري أو البيئي , بل ولن تجد فيه فوضى في قضاء الأعمال وتسيير المحركات الإنتاجية , وربما مع تحمله للمسؤولية بصورة منضبطة وجدته كما يطمح البعض مجتمعا نموذجيا مثاليا في كل الأمور وعلى مستوى جميع القطاعات المختلفة ( الصحة , التعليم , الإنتاج , البيئة , العمل , الأمن , الرياضة , السياحة , الخدمات ) .
إن المسؤولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ عن كل فرد في المجتمع لديه دافعية إيجابية نحو التقدم والرقي والتطور في كل طرق الحياة مهما تعددت صورها سواء بالأعمال العامة اليومية أو الأعمال الخيرية أو الأعمال التطوعية ذات الأهداف البناءة والتي تخدم الفرد والأسرة والمجتمع وتجعله ينافس العالم في ساحات الإبداع والنجاح ويقبل التحدي في زيادة النمو والتنمية وبلوغ المكانة بين الدول الراقية .
ولعل هذا بفضل الله ما نجده في مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة ورؤية 2030 والتي تبنت غرس المسؤولية الاجتماعية في كيان كل فرد داخل هذا الوطن الغالي فأصبحنا في زيادة اقتصادية ظاهرة وتمكنا من تحدي العقبات والصعاب في تلك الآونة
ولعل أقرب مثال ما حدث في جائحة كورونا التي هددت العالم اقتصاديا وتنمويا والتي استطاعت المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم جهود ولاة الأمر ورجالها البواسل أن تضع الخطط وتحمل كل فرد بداخلها مسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه فكانت المسؤولية الاجتماعية ( كلنا مسؤول ) واضحة وهادفة إلى أن بلغت بهم العبور من هذه الأزمة بصورة مشرفة وناجحة أصبحت تجربة يطمح الكثير من الدول لدراستها حتى يتم الاستفادة منها
وفي النهاية أختتم بأن ما من دولة تمسكت بغرس المسؤولية الاجتماعية بين أركان مجتمعها سواء أفراد أو مؤسسات أو قطاعات إلا حققت ما تطمح إليه من نجاح وتقدم
فعلينا أن نضع بين أعييننا مسؤولياتنا تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا ولا نهدر أوقاتنا في حياة بلا مسؤولية حتى نصل إلى تحقيق النجـــاح والتقدم و الرخاء للجميع