—————————-
رِضَىً بقلبكَ لم يُخرمْ بتأنيبِ
وضحْكةٌ لم تعكّرها بتقطيبِ
كم واجهتك الرزايا غيرَ خافية !
وكم صبرت عليها صبْر أيوبِ !
هَزمتَ رهبةَ مستشفى وما انهزمت
فيك العزيمةُ ، لم تعبأ بترهيبِ
وأنت – عشرين عاماً أو يزيدُ -على
نقّالةٍ بين مكتوبٍ ومكتوبِ
وجاءك الموت ، لا ميعادَ بينكما
وفجأةُ الموتِ وعدٌ دون ترتيبِ
يبقى من اسمك تاريخٌ تخلّده
قصائدٌ أُبدِعتْ في حُسْن أسلوبِ
غنّيتَ للأرض للإنسان لامرأةٍ
غِناءَ ذي خَبَرٍ واعٍ وتجريبِ
تبقى صنائعُك الفُضْلى ، فما ذكروا
أبا أسامةَ إلا فاح كالطّيبِ
تغشاك رحمةُ ربّي كلّما خلفتْ
صوتَ المؤذّنِ أصداءُ المحاريبِ
واخْضَلّ قبرُك من فيض السكون ومن
وَدْقِ السحابِ وزخّاتِ الشآبيبِ
* مهدي أحمد الحكمي