ما أروع الحياة في مقتبل العمر
في عمر الشباب وقوته وعنفوانه وعافيته
وتظل أيام الحياة ولياليها هكذا حتى تتوالى تدريجيآ بالإنصرام
وبالتالي يبدأ العمر بالتناقص ، والإستعداد للرحيل
فيغدو شعري بلون الياسمين
ويختفي العسل المصفى من أحداقي
وفوق الجبين
تخط سنوات العمر آثارها
ويضعف البصر ، وتقوى البصيرة ، وتهدأ النفس ولا يعنيها الكثير من أمور الحياة الثانوية ، ولا تهتم بمن حضر أو راح ، ومن سأل أو أنشغل عن السؤال .
ويأخذ وجهي ملامح أخرى حيث تكثر التجاعيد على بشرته
فلا يناسب تلك الفتاة الربيعية
ويكتفى من معي بوجودي بذكرياتهم
حينها سيختفي من طريق حياتي
المبهرون بي
والجميلات
والمعجبات
ومن كان ينظر لي بإعجاب
وحب
وهيَمان
سأكون لوحدي
فالصغير كبر
والكل مشغول بحياته
ومملكته العائلية
وعندها تقود جسمي الكاهل خطواتي الثقيلة بفردي نحو ما بقى لي من أيام
حتى أتنفس آخر أنفاسي
اللهم أختم بالصالحات أعمالنا ، وتوفنا وأنت راضٍ عنّا .
هذه هي الحياة
نختلف في البدايات
ونتشابه في النهايات
سبحان الله
{ ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفࣲ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفࣲ قُوَّةࣰ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةࣲ ضَعۡفࣰا وَشَیۡبَةࣰۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡقَدِیرُ }
نبيه بن مراد العطرجي