ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له. خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه. على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم.
تمر بك الأيام . . . . وتنكسر عليك السنين . . .
وأنت ربما تتغير وربما تظل على حالك
لاتتغير سواء فى شكلك
أو أفكارك فى مظهرك أو جوهرك
تعرف اشخاصا . . . . . .
بعضهم عظيم وبعضهم حقير . . . ..
بعضهم صغير وبعضهم كبير . . . .
بعضهم يترك فى نفسك أثرا
وبعضهم يمر عليك مرور الكرام ربما
لاتتذكر أصلا أنك رأيته
منهم من يصنع لك معروفا … . .. .
و منهم من يسىء اليك
وكثيرا ما نسمع عن اشخاص تغيرت حياتهم
بمجرد كلمة أو بمجرد فعل
قام به أحد ما أمامهم
سواء كان هذا التغير إلى الأفضل
أو إلى الأسواء
وهناك من الناس من إذا رأيته
ولو لمجرد بضعة ثوانى يظل شكله مرتبط بذهنك
وهذه ليست مهارة من هؤلاء
ولكنها موهبة منحها الله لهم
وهناك من الناس من يملك من المكانة
الاجتماعية الكثير
ولكن ربما تكون حياته تصلح
لأن تكون فيلما سنمائيا ويحقق نجاحا
وهناك شخص يضع بصمة فى حياتك أنت فقط ( ولايضع هذه البصمة فى حياة أحد غيرك )هذا الشخص هو المغفور له بإذن الله سعادة الدكتور علي بن عيسى الشعبي رحمه الله
نعم…
قد يمر بحياة الانسان اشخاص كثيرون ولكنك تجد ان هناك شخص واحد قد مر بها وترك فيها اثر بالغ وقد يكون هذا الاثر له فى قلبك علامه لا تمحى على مر السنين فالانسان روح وكيان واسمى ما يؤثر فى الانسان هو ذاك الشخص الذى يتخلل كيانك ويستقر بروحك هذا هو الشخص الذى لا ينتهى اثره بروحك وبالتالى تتكاتف كل حياتك لتذكره ولا تنساه وان فرقت بينكم الايام والسنيين
وقد تعلمت منه…
عـنـــدمـــا يـــفـــهــمـــك
الاخـــرون بــطـــريـــقـــة خـــاطـــئـــة لاتـــتـــعـــب
نـــفــــســـك بـــالـــتـــبـــريـــر فـــقــــط أدر وجـــهـــك
واســـتـــمـــتــع بـــالـــحـــيــاة فــمـــن يـــعـــرفـــك
جــيــدا لــن يــخـــطـــئ فــــي فـــهـــمـــك أبـــدا
تعلمت
ان جرحي لايؤلم احدا في الوجود غيري
وان بكاء الناس من حولي….لن يفيدني بشيء
تعلمت
ان اجمل ابتسامه..هي التي ترتسم على شفتي في عزّ المي
وان اثمن الدموع واصدقها..هي التي تنزل بصمت…دون ان يراها احد
تعلمت
ان افرح مع الناس….وان احزن وحدي
وان دواء جراحي الوحيد…هو رضائي بقدري الذي كتبه لي خالقي
تعلمت
ان اعظم نجاح ان انجح في التوفيق بين رغباتي ورغبات من حولي
تعلمت
ان من راقب الناس…مات كرها من الناس
وان من حاسب الناس على عواطفهم نحوه…كان بينه وبينهم
حبل مقطوع لايربط ابداً
وانه لو اعطي الانسان كل مايتمنى…لأكل بعضنا بعضاً
تعلمت
انني اذا كنت اريد الراحه في الحياة..يجب ان اعتني بصحتي
واذا كنت اريد السعاده يجب ان اعتني بأخلاقي وشكلي
وانني اذا كنت اريد الذكر الطيب في الحياة يجب ان اعتني بعقلي
وانني اذا كنت اريد كل ذلك يجب ان اعتني اولاً…بديني وإتباع سنة نبي محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلم
تعلمت
ان لا احتقر احدا مهما كان
فقد يضعه الله موضع من تخشى فعاله ويرجى وصاله
وانه لولا المرض…لافترست الصحه ما بقي من نوازع الرحمه
لدى الانسان
تعلمت
ان البيئه التي نشأنا فيها كونت شخصياتنا..وان افكارنا وطموحنا
هي التي تعيد صناعة شخصياتنا وتغير من شكل حياتنا.
تعلمت
ان الكثير منا كالاطفال
نكره الحق لانه نتذوق مرارة دوائه..ولا نفكر في حلاوة شفائه
ونحب الباطل..لاننا نستلذ بطعمه ولا نبالي بسمّه ؟؟؟
تعلمت
ان جمال النفس يسعدنا ومن حولنا
وجمال الشكل يسعد من حولنا فقط
وان من علامة حسن الاخلاق..ان تكون في بيتك احسن الناس
اخلاقا…
تعلمت
انه ربما كان الضحك دواء
والمرح شفاء
وقلة اللامبالاة احيانا منجاة
لمن اورثته الهموم والاعباء
واني حين اضيع نفسي…اجدها في مناجاة الله
وحين افقد غايتي الجأ الى كتاب الله
تعلمت
ان اسوأ انواع المرض ان تبتلى بمخالطة غليظ الفهم
محدود الادراك
بليد الذوق
لا يفهم ويرى نفسه انه افهم من يفهم
تعلمت
ان العاجز … من يلجأ عند النكبات للشكوى
والحازم … من يسرع للعمل
والمستقيم … الذي لا تتغير مبادئه بتغير الظروف
والمتواضع … الذي لا يزهو بنفسه في مواقف النصر
تعلمت
عدم صدق المقوله التي تقول…
( اكبر منك بيوم اعلم منك بسنه )
فقد يكون اصغر منك بسنه واعلم منك بسنين
وان الحياة مدرسه تربويه .. لو احسن المهموم الاستفاده
من همه لكان نعمه لا نقمه
عشنا عقوداً من الزمن لاتختلف افكارنا ورؤانا حيث التقينا ذات مرة وكنا نفكر كيف نعيد ذكريات الماضي لاولادنا والناشئة من بعد كيف نجذب القارئ لحديثنا حيث اتفقنا بالإجماع على أن نكتب مؤروث أبائنا واجداد الناشئة المتعطشة لقراءة ماذا دارت الحياة بهم وكيف كانوا وأين صاروا
من هنا دونت الأفكار في كتيب صغير في متناول اليد وهو((رواد من المحافظة)) والذي بذل فيه المرحوم بإذن الله الجهد الكبير حيث كان تحت إشراف وإخراج لجنة التنمية الإجتماعية بالدرب والذي نال إستحسان الجميع ولله الحمد والذي حوى اربعين شخصية من المحافظة رحمهم الله جميعاً
هنا تأملت وايقنت أن الدوام لله سبحانه وتعالى أنتم السابقون ونحن اللاحقون..
أ/محمد بن علي ابراهيم المنذري.