م/ محيي الدين بن يحيى حكمي*
بدأ مفهوم الاستدامة عام 1987م في إطار النطاق البيئي الذي يعني استمرارية الحياة اعتماداً على الموارد الطبيعية، وفق مفهوم حددته مفوضية الأمم المتحدة للبيئة، بتلبية حاجات الحاضر دون المساس بالمستقبل، وتطور بعدها ليشمل كل ما يلامس حاجات البشر، “وليغطي قطاع الأعمال بغرض إحداث التأثير المطلوب على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، من خلال الإسهام في تعزيز تطورات المستقبل”.
وانطلاقاً من هذا المفهوم التنموي انطلقت جمعية البر بجدة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي حددتها وبرز من بينها تحقيق التنمية المستدامة وفقاً لرؤية المملكة 2030.
لذا حرصت الجمعية على تعزيز أدائها في مختلف برامجها وأنشطتها ومشاريعها التنموية والتي كان آخرها استثمار مقر الجمعية الحالي وتنمية أوقافها لدعم مواردها، مع الحرص على صناعة الوعي الحقيقي للاستدامة وصنع محتواها في مختلف إدارات وأقسام الجمعية.
كما حرصت الجمعية على خوض الغمار التنموي من خلال العناية بتيسير خدماتها باستخدام العديد من الأدوات الرقمية والمُخرجات التقنية، فعنيت بتقديم تلك الخدمات عبر بوابتها الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، ثم أجهزة الخدمة الذاتية للمتبرعين والمستفيدين والتي كان آخرها تدشين جهاز الخدمة الذاتية بمستشفى باقدو والدكتور عرفان العام والذي يُترجِم عبر بطائق الإهداء الصادرة منه والمقدمة للمرضى من زوارهم مفهومَ (هدية وصدقة). وهذا بابٌ مهمٌ في زيادة موارد الجمعية ودعم مداخيلها التي تحقق الاستدامة.
وإدراكاً من جمعية البر بجدة بحجم التحديات التي تحيط بأعمال القطاع غير الربحي في غمار المعطيات والظروف الحالية التي تحيط بالعالم قاطبة خاصة مع جائحة كورونا التي ألقت بمزيد من الأعباء والمسؤوليات على كاهل هذا القطاع، فقد حرصنا على تطبيق الاستدامة لحفظ الدور الاجتماعي والإنساني للجمعية والارتقاء به برؤية ومنهج يجعلانها أكثر قوة وتميزاً في المشهد الاجتماعي.
من هنا كان الحرص على إصدار تقرير الاستدامة الذي تم فيه تطبيق معايير المبادرة العالمية للتقارير (GRI)، والتي تم من خلالها جمع البيانات والمعلومات ذات الصلة لإصدار تقرير استدامة متوافق مع معايير المبادرة العالمية، وفق إجابات واقعية تلامس متطلبات كل معيار.
ونسأل الله التوفيق للجميع.
*مدير عام جمعية البر بجدة
0 12 دقيقة واحدة