محمد الرياني
يتضوَّعُ مثلَ نفحِ الخزامى هذا الأنيق عبدالإله الرضيان ليملأ المساحات حوله بشذىً طيبة ، هادئٌ مثلَ نسيمِ هواءٍ اخترقَ كل شيء أمامه ليتجولَ في كل مكان بحثًا عن مختنق يريد أن يتنفس، أو باحث عن هواء عليل يريد أن يستنشق ، رأيته في الصباح كأزهار الصباح التي تحتضن الندى، وتأملته بين أجهزة التمارين وقت الظهيرة وهو يرسم البسمة في وجوه الراجين عودة و الركض كالآخرين، يملك كاريزما رائعة في التعامل تجعل أصحاب العربات المتحركة يندفعون نحوه بكل الابتهاج ، يرونَ في ملامحه مايجعلهم يرسمون صورًا جميلة للمستقبل و آمالًا عريضة تكتب لهم السعادة، في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في الرياض تبدو الإنسانية مورقة كأغصان الأزهار في الربيع وتتجلى التضحيات مثل أبطال أوفياء في مضمار نزيه يتسابقون بكل الود من أجل نهاية يتبادلون فيها التهاني ، في هذه المدينة تنعدم (الأنا) ويتألق الإيثار إلى حدود ترتقي إلى القمم وإلى أقصى نهاية، هكذا يظهر أخصائي العلاج الطبيعي عبدالإله الرضيان في يومياته الرائعة عبر إيقاع متسق في كل سكناته ، في لحظة وداع مؤقت كنتُ مطمئنًّا وأنا أضع ابني (علي) بين يديه ويدي كل الإخصائيين بعد أن رأيتُ فيه وفي زملائه كل صفات التفاني والحرص والحنان، هذا الأخصائي المتمرس الرائع هو مصباح ضمن عقد طويل من منظومة مدينة الإنسانية في رياض الخير لتشتعل الضياء في كل اتجاه كي تسعد كل مَن يدخلها ومَن يغادرها.