محمد الرياني
مايقوم به عمرُ يتجاوزُ حدودَ العمل، هو ليس مجردَ أخصائيٍّ مهنيٍّ يجمعُ معلوماتٍ عن مريض ليفتحَ له آفاقًا عريضة؛ بل هو أكثر من ذلك ليتجاوزَ عطاؤه حدودهَ المهنية وليكون الأخَ الصدوقَ الصديقَ الحريصَ على أن تكون الصعوباتُ صفرًا حال وجوده، عمرُ الغامدي هو أحدُ أركانِ العلاجِ بالكلمةِ الطيبةِ والعلاقاتِ الإنسانيةِ والمهنيةِ في مدينةِ سلطانِ بن عبدالعزيز للخدماتِ الإنسانية، وقفَ وقفةً صادقةً سميتها للتاريخ ولإحقاقِ الحق ( وقفة عمر) وبالفعل هي كذلك وهي خِدمةُ عُمْرٍ قدَّمها عمرُ لشابٍّ منعته الحركةُ من مواصلةِ تعليمه فانبرى هذا الغامدي الأصيل ليعلنَ وقفته المهنية بشقيها العملي والإنساني، أبدى تحمسه من أجل أن يكمل (علي) تعليمه الجامعي، وأن يبذل غايةَ جهده لتحقيق ذلك، وأن يستمرَّ متواصلًا حتى تتحقق تلك الرغبة، يتحدثُ بلباقةٍ عاليةٍ تخيلتُ أنَّ طبيعةَ الباحةِ بسموِّ جبالها وروعةِ سحابها وجمالِ أرضها وطيبةِ أهلها قد حضرت لتنشرَ وتنثرَ كلَّ الجمال حديقةً وارفةً على المساحة التي نقف سويًّا عليها ، في مدينةِ الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بالرياض يتواصل كلُّ شيءٍ جميل، ويعجز الرائي عن الوصفِ وَصَفِّ الكلمات ، هل يصفُ المكانَ أم الزمانَ أم الإنسان، ثلاثيٌّ رائعٌ بكل المقاييس، أمَّا ( عمرُ الغامدي) الأخصائيُّ المهنيُّ بهذه المدينة العملاقة فهو حالةٌ خاصةٌ وخالصةٌ من العمل الإنساني المخلص.