مقالات مجد الوطن

مودة الفؤاد ورحل أمين (١١)

______
من أحد نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى ، ولا يحس بها إلا من حُرّم منها الذرية ، فمن وهبه الله الذرية الصالحة فقد أعطاه تبارك وتعالى من الخير الكثير { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } فحب الأبناء حب فطري جعله الله في قلوبنا لايضاهيه أي حب في الدنيا ، فتجد الآباء والأمهات يحبون فلذات أكبادهم أكثر من أنفسهم ، ومن المصائب التي تصيب المؤمن فيصبر عليها ويحمد الله عليها ويحتسبها عند الله أن يفقد أحد ابنائه في مقتبل العمر وريعان الشباب ، ففقد الإبن في حياة أباه مصيبة للأب لا تتحملها إلا نفس المؤمن الصابرة الراضية بقضاء الله تعالى وقدره { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} والحمد لله أن جازى المولى الصابرين على ذلك الحامدين له ببيت في الجنة ، فعن أَبي موسى رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِذا مات ولد العبد ، قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟
فيقولون : نعم .
فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟
فيقولون : نعم .
فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك وأسترجع .
فيقول الله تعالى : أبْنُوا لعبدي بيتاً في الجنة ، وسموه بيت الحمد ).
فالحمد لله الحمد لله الحمد لله علي كل حال .
رحمك الله يا بني ( أمين ) وكتبك عنده من الشهداء ، وعوض شبابك الجنة ، وأقتص من قاتلك الذي غدر بك في خير الشهور في مثل هذا اليوم الثامن من عام ١٤٣١ ، وسفك دمك بلا وجهة حق يجيز له ذلك غير آبه بقول الله تعالى { … وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ …) وما يترتب على ذلك من عذاب مهين ، متناسيآ قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم إمرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمارق من الدين ، التارك للجماعة ) وليبشر بإذن الله بما يناله من الله جزاء فعلته الشنعاء لقوله تعالى { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابآ عَظِيمآ }
رحمك الله يا أمين ، وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة .
اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأسكنه فسيح جناتك بلا حساب ولا سابق عذاب .
اللهم أنزل السكينة على كل مصاب ، وألهم الصبر لمن أبتلي بفقد الأحباب ، وأجعلنا اللهم ممن يصبر على القضاء ويرضى بالبلاء .
نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى