__________________
اليوم انتصف شهر الخير والبركة ليعلن لنا قرب الرحيل ، فالسباق منذ الليلة سوف يشتد لجني الأجور العظيمة ، والمُجد المجتهد الّذي يرغب في المزيد من الحسنات عليه أن يغتنم ويستثمر الليالي المباركات القادمة بالتذلل والخضوع لمولاه بكثرة السجود وقراءة القرآن وعمل الخيرات من الأعمال الصالحة والنوافل ، ويطرد عن نفسه وسوسة الشيطان والفتور والتكاسل الّذي يداعب نفسه فيقل الإجتهاد فيما تبقى من أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، ففي هذه الأيام البواقي يجب على المسلم أن يزيد إجتهادة ويشحذ همته التي أعتراها الملل والكسل ويقبل على خالقه جل في علاه طالبآ منه عز وجل أن يعتق رقبته من النار قال عليه الصلاة والسلام : ( باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) فأدعو الله تبارك وتعالى أن تكون من أولئك العتقاء .
وكما انصرم نص الشهر سينقضي نصفه الثاني فهو أيام معدودات قلائل سترحل فلا تجعلها ترحل دون أن تجتهد فيها بالطاعات والنوافل لتكون من المعتوقين من النار ، والفائزين بخيراته الحسان ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال 🙁 جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ، ولم يغفر له ، فقلت آمين ) فشهر رمضان المبارك أيامه سرعان ما تنقضي ، ولحظاته سرعان ما تنجلي ، أدعو الله أن يجعلها في صحائف الأعمال شاهدة علينا بكل خير .
اسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام ، والقيام ، والذكر ، والدعاء ، وصالح الأعمال ، وأن يجزينا الجزاء الأوفى ، واسأله تبارك وتعالي أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ويبلغنا تمامه ، وأن يعيده علينا أعوام عديدة ، وأزمنة مديدة ونحن بصحة وخير وعافية .
*نبيه بن مراد العطرجي*
