قصيدة للشاعر والاديب والقاص احمد حلواني _ القنفذة
جُلُّ المروءاتِ قد ولّت بِرُمَّتِها
لم يبقَ شيءٌ عليه النفس تستندُ
تفجرَت أزمةٌ في كلِّ ناحيةٍ
من الحياة وغاب الرِّفدُ والولدُ
لم يبق إلاّ وميضٌ من عروبتنا
وذكرياتٌ بها التاريخ ينفردُ
الضاحكون على أنقاضِ أُمّتَنا
هُم من بكواحينما قاموا وماقعدوا
يبقى من السيلِ ما قد كان ينفعُنا
وكم يروح جُفاءً بعدَه الزبَدُ
ياأمةً أرخَصَت أخلاقَها عجبًا
رفقًا بعينيكِ هل أعماهُما الرّمَدُ
لو كنتِ ياأمّتي للدّين حافظةً
وكنتِ مِمن على الرحمان يعتمدُ
ماضرّكِ اليومَ إخوانُ القرودِ ولا
قد ضرّنا منهمُ حقدٌ ولا حسدُ
باع الذين أتوا بالبخس أمتهم
ومادروا أنهم في الغَيّ مارشدوا
فكم حُبالى سفاحًا فيك أمتُنا
عاشوا ولم يضعوا شيئًا ولم يلدوا
نشْدو وفي فمِ هذا الدهر أغنيةٌ
عن كل هَمٍّ لنا والنار تتّقِدُ
كم قد شكا منك عضو أمتي وبكى
فما تداعت له عينٌ بكت ويدُ
ماتت ضمائر بعض الناس من سفَهٍ
فكيف تحيا وهم في جهلهم رقدوا
لازال في الأمل المعقود متَّسَعٌ
لكن ذُلَّكِ لم يقبل به أحدُ
تنفّسي الصبر ثم استبشري فرَحًا
مافاد فرعونَ لاجُندٌ ولاعددْ
لاتطلبي من عبيد المال مَرحَمةً
لا يرحم الناس إلا الخالق الصمد
أو تطلبي من عبيد النار مغفرةً
لايغفر الذنب إلا الواحدُ الأحدُ
كفاك ياأمتي مافات من زمن
إنا على دين رب العرش نتحد